الملاعب العراقية صروح رياضية تضاهي العالمية.. من المسؤول عن صيانتها وإدامتها؟

55

بغداد/ أحمد رحيم

أكثر من 60 ملعباً رياضياً في العراق، صممت بأحدث الطرق، واعتبر بعضها الأجمل في العالم. يقف في مقدمتها ملعب جذع النخلة في البصرة، الذي احتضن الكثير من البطولات الدولية وتصفيات كأس العالم لكرة القدم، لكنه يعاني الإهمال الآن! والحال نفسه بالنسبة للملاعب الأخرى التي تحتاج الى إدامة وصيانة. فعندما كانت وزارة الشباب والرياضة تشرف على الملاعب كانت الأمور جيدة نتيجة وجود من يهتم بإدامتها وصيانتها، لكن بعد تسلم الأندية لهذه الملاعب الحديثة أصبح حالها غير مسر نتيجة الإهمال الذي أصابها.

الملاعب العراقية صروح حضارية ينبغي الحفاظ عليها لا الانتقام منها، كما يفعل بعض المحسوبين على جماهيرنا الرياضية. عن الإهمال الذي طال الملاعب العراقية، ومن يقف وراءه، ولماذا لا تعيد وزارة الشباب والرياضة الوصاية على الملاعب؟. تحدثنا مع مجموعة من الرياضيين فكانت هذه الآراء:
صروح رياضية
البداية كانت مع النجم الدولي السابق عباس عبيد الذي قال: خلال السنوات القليلة الماضية جرى إنشاء أكثر من ملعب لكرة القدم، مع مجموعة من القاعات الرياضية الداخلية، وهو شيء يبعث على الارتياح والسرور، كون البلد فيه من يعمل من أجل إعلاء شأن الرياضة العراقية، وقد شاهدنا التوجه الكبير للرياضيين لممارسة ألعابهم، فالصروح الرياضية التي بنيت كانت بمواصفات حديثة أبهرت العالم، وقد احتضن العراق أكثر من بطولة خارجية، ولمختلف الألعاب الرياضية على أديم ملاعبنا الراقية التي أشاد بها جميع من حضر الى العراق.”
يضيف عبيد: “إن وزارة الشباب والرياضة كانت تشرف على جميع الملاعب التي أنشأتها، ووفرت لها فرق صيانتها، لذلك كانت مزدهرة وبجمال مميز، لكن للأسف بعد القرار بتسليم الملاعب الى الأندية اختلف الحال، فأصبحت الملاعب في حال يرثى لها نتيجة الإهمال الذي طالها بسبب عدم وجود من يتابع أمرها وإدامتها، ناهيك عن التخريب الذي نالها من قبل بعض المحسوبين على الجماهير الرياضية، من خلال تكسير المقاعد، فضلاً عن حمّامات جميع الملاعب التي إن توفرت فيها، تكون عبارة عن (برك ماء) آسنة، والقسم الآخر منها بلا ماء أصلاً، نتيجة سرقة (الحنفيات)، وكل هذا بسبب عدم الاهتمام من قبل إدارات الاندية. ”
موت بطيء
بدوره، قال الصحفي الرياضي جعفر العلوجي: “لم تمر الصور المؤلمة لملعب كربلاء الدولي، التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمام جماهيرنا مرور الكرام، بل خلّفت صدمة عنيفة عن بؤس الحال، وهي تستعيد مشاهد الافتتاح لهذا الصرح الرياضي الكبير، الذي يُعدّ تحفة معمارية حقيقية وُلِدَت على الطراز الإنجليزي، وكلفت الدولة مبالغ هائلة، فضلاً عن زمن الإنجاز الذي تجاوز تسع سنوات. ويقيناً، فإن حال الملاعب الأخرى التي سُلّمت للأندية بقرار من مجلس الوزراء لم تكن أفضل من ملعب كربلاء، وربما كانت أسوأ بكثير، هذه النتيجة طبيعية ولم تُشكّل مفاجأة إطلاقاً، وقد قلت سابقاً إن قرار انتزاع الملاعب من وزارة الشباب والرياضة وتسليمها لعهدة الأندية الرياضية لم يكن مدروساً على الإطلاق، أو أنه جاء بمشورة افتقرت إلى الحكمة، لأن النتيجة واحدة: ضياع، وخراب، وغياب التأهيل.”
يضيف العلوجي: “حال الأندية البائس وخبراتها الضعيفة لا يُمكّنانها من تولي أمور بهذه الصعوبة والمسؤولية، وقد أيّد وزير الشباب والرياضة، عبر أكثر من ظهور تلفزيوني، خطأ قرار تسليم الملاعب إلى الأندية، وأوضح أن التقرير الكشفي الخاص بالوزارة، الذي من المفترض أن يُسلَّم إلى رئاسة الوزراء كل ستة أشهر تقريباً، يثبت أن الملاعب تتعرض لحالة من الموت البطيء. والآن، وبعد أن اكتشفنا أن حال الملاعب العراقية الحديثة لا يُسرّ الحبيب، فإن الحكمة تقتضي تصحيح المسار قبل الوصول إلى لحظة اللا عودة.”
ملاعب خربة
أما المدرب جابر محمد فيقول: “إن القرار الذي اتخذ بتسليم الملاعب للأندية لم يكن مدروساً إطلاقاً، كون الأندية لم تعر أية أهمية لها من حيث الصيانة والنظافة وغيرهما، لذا نشاهد حالات مزرية في ملاعبنا، فاليوم أصبح بعض منها هياكل وساحات فقط، دون النظر الى المقاعد التي أصبحت خرابا بسبب التكسير من قبل بعض جماهير الفرق، كما أن للحمّامات حديثاً طويلاً، فهي عبارة عن خربات، إذ لا ماء ولا كهرباء نتيجة الإهمال، أما دخول الملاعب فلا يسر إطلاقاً عندما ترى النفايات مرمية على جميع مداخل أغلب هذه الملاعب، وهذا الأمر طبعاً صعب إذ إن الملاعب هي واجهة حضارية لأي بلد. ”
يؤكد محمد أن الأمر محزن بالنسبة إليه وهو يرى ملاعبنا الراقية وقد وصلت الى هذا الخراب، متمنياً عودة الملاعب الى وزارة الشباب والرياضة كونها تعرف طرق إدامتها وصيانتها، فالعراق حالياً يمتلك أكثر من 60 ملعباً ومجموعة كبيرة من القاعات الداخلية، لابد من المحافظة عليها، كونها صروحاً حضارية للبلد الذي عانى الكثير في السنوات السابقة بسبب عدم وجود الملاعب.