فيلم هندي!!

828

محسن ابراهيم/

نارك قلبي نارك, تلك اللازمة التي اشتهر بها الفنان عزيز كريم في السهرة التلفزيونية (سينما).

أمل طه ومحمد القيسي وعزيز كريم وبمعيّة المخرج فلاح زكي, دخلوا حينها بيوت العراقيين بلا استئذان رافعين شعار “ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب”, حكاية من واقع العائلة العراقية واستعدادها للذهاب إلى دار السينما وماترافق تلك الأمسية من مواقف طريفة ومحرجة. وأنا أشاهد هذه السهرة ذهب خيالي بعيداً مستعيداً ذكريات خلت عن ذهابي لأول مرة إلى صالة عرض سينمائي, اكتشفت سينما الرافدين في مدينة الثورة وأنا ابن التسع سنوات, كثيراً ما كانت تشدّني أفلام الكاوبوي والأفلام الهندية. عالم السينما كان بالنسبة لي عالماً خيالياً، وقد أتخطى في بعض الأحيان عالم الخيال وأتقمص شخصية أحد الأبطال أمثال رنكو وشامي كابور ودار مندرا, إلا أن ( كفخة) من هو أكبر مني سناً كانت ترجعني إلى الواقع. الطقوس التي كانت تمارس قبل عرض الفيلم مازالت شاخصة أمامي، بث الأغاني أثناء فترة الانتظار وباعة الحب الشمسي والكعك والفلافل, واللحظات الأكثر متعة كانت حين تفتح الستارة وتظهر الشاشة البيضاء, حيث يدب السكون في الصالة وتشخص الأعين متابعة أحداث الفيلم, يعلو بعدها الصفير والتصفيق لظهور البطل، وكأن المشاهدين كانوا بانتظار منقذهم. اكتشافي المثير هو حين اصطحبني أخي الأكبر إلى الباب الشرقي، حيث شاهدت الكم الهائل لدور العرض فأصابتني الحيرة وقتها أي الأفلام أختار مشاهدته, وبعد شدّ وجذب استقر الرأي على الفيلم الهندي الشعلة والشخصية الشريرة جبار سنك, الذي كان يوازي البطل أميتاب باجاجان شهرته لدى المشاهدين, مرت السنون وباتت المشاهدة أكثر نضجاً وصرت أبحث عن الأفلام العالمية بعيداً عن الأكشن والحركات البهلوانية. في عمر التسع سنوات اكتشفت السينما وتابعت الأفلام حين كانت بغداد تزخر بدور العرض السينمائي، ولكل دار عرض نوعية خاصة من الأفلام التي تعرضها, بعد ما حصل وتحولت دور العرض إلى مخازن للبضائع وبعد أن فقد شارع السعدون والباب الشرقي رونقهما, ما أحزنني فعلاً هو سؤال أحد الصبية في الوقت الحاضر( عمو شلون يصير شكل السينما) ؟!!!