الفنانة السورية ريم معروف: صدق الأعمال الفنية يدعم حربنا على الإرهاب
إيفان حكمت/
نجاحها في تقديم البرامج التلفزيونية “التوك شو” وإطلالتها الجميلة وخفّة دمها منحتها جواز مرور لقلب المشاهد السوري والعربي،ودفع مخرجي الدراما لتقديمها كوجه جديد في أعمال خاضت غمارها بنجاح المحترفين …هذا النجاح لم يغرها لهجرة الشاشة وتقديم البرامج بل ظلت مصرّة على تقديم نفسها كمقدمة برامج تلفزيونية .
تنقلت بين فضائيات تلفزيونية سورية عدة، وتلقت عروضاً سخيّة من قنوات فضائية عربية لاسيما اللبنانية منها، لكنها ظلت مرتبطة بالدراما السورية التي بدأت مشاركاتها تتسارع فيها لتصبح قريبة من منصة البطولة.
إنها النجمة الجميلة ريم معروف، التي فتحت قلبها لمجلة “الشبكة العراقية” عبر هذا الحوار:
* التقديم، التمثيل، الغناء، من الأقرب إلى قلب ريم؟
-التقديم أولاً لأنني بدأت به وكان له فضل انتشاري جماهيرياً، كما أنه أسس لعلاقتي المتميزة مع الكاميرا وكيفية التعامل معها، إضافة الى ما حققه لي من منظومة علاقة واسعة بالوسط الفني ساعدتني على اقتحام عالم التمثيل الذي يأتي عندي بالدرجة الثانية، حيث اكتشفت عالماً رحباً تعيش فيه شخصيات متعددة .. أما الغناء فإنني لا أخوض هذه التجربة إلا إذا كانت ضمن فعل درامي يفرضه الدور التمثيلي.
* بعد تجاربك العديدة في عالم الدراما ..هل تعتبرين نفسك ممثلة محترفة؟
-من شروط الاحتراف أن يكون الممثل متفرغاً لعمله، أما في حالتي فأنا مقدمة برامج بالدرجة الأساس. وهذا لا يعني أنني مجرد هاوية تحبو في عالم الدراما، بل وضعت لنفسي بصمة باعتراف المخرجين الذين عملت معهم وكذلك زملائي الممثلين النجوم. وما اعتبره مهماً بالنسبة لي هو تنامي إحساسي بالشخصيات المختلفة التي أمثلها والتطور المتنامي لأدواتي كممثلة.
خارطة رمضان
* “ترابك يا حلب” من الأغاني التي كانت صرخة بوجه الإرهاب.. لماذا حلب وكيف استقبلت؟
– لأن حلب كانت في قلب المعارك، وحلب القدود والتاريخ وقلب سورية الصناعي عزيزة على قلب كل سوري وكل عربي، وما تعرضت له المدينة من دمار استحق تكريمها بالكثير، ونحن كفنانين لا نمتلك سوى فننا لتكريم حلب فكانت هذه الأغنية التي هي رسالة حب الى حلب وأهل حلب، وحين عرضت الأغنية عليّ كنت بحالة نفسية سيئة نتيجة مايجري، وقد نفذنا الأغنية لحناً وكلمات وأداء خلال ثلاثة أيام فقط، وكان تلقّيها من قبل أهالي حلب ومن عموم السوريين يثلج القلب.
* كيف كان تأثير الأزمة السورية على الدراما والبرامج التلفزيونية؟
– كان تأثير الأزمة كبيراً على صناعة الدراما والبرامج التلفزيونية. تعلمين ان الدراما أصبحت صناعة ورؤوس أموال طائلة وسوقاً كبيرة للمنافسة. وبعد الأزمة تقلصت رؤوس أموال الإنتاج الى حد كبير، الأمر الذي أثر بشكل مباشر ليس على ضخامة الانتاج وحسب، بل وعلى التوجه الفكري لبعض المسلسلات التي تناولت الوضع الاجتماعي بتسطيح فج، فيما عمدت مسلسلات أخرى نحو العنف والأوضاع التي أفرزتها الحرب باعتبارها إرهاصات تؤثر في كل مفاصل الحياة ومنها، بطبيعة الحال، الدراما.
تجربة عراقية
*عملت في إحدى القنوات العراقية التي تبث باللغة الكردية.. كيف تصفين التجربة.. وهل ستخوضينها مجدداً لو أتيحت لك الفرصة ثانية؟
– كانت تجربة رائعة، خصوصاً وأنها خوض في ميدان لجمهور مختلف من حيث اللغة والثقافة والتوجه. لكنني في الحقيقة أسعى للانتشار العربي من خلال العمل مع قناة عربية واسعة الانتشار، لكي أتمكن من إيصال رسالتي كإعلامية عربية، لاسيما أن العالم العربي يمر بفترة مخاض عسيرة لم تتضح مخرجاتها حتى الآن.
الإرهاب البشع
* العراق وسوريا يتعرضان لهجمة إرهابية شرسة خلّفت ظواهر سبي النساء وقتلهن وزواجهن قسراً إضافة الى أشكال أخرى من اضطهاد وامتهان المرأة، بالإضافة الى تهميشها من قبل المجتمع الذكوري. في العراق تحدّت المرأة العنف وباتت تحطم جدران الظلم واحداً بعد آخر.. كيف هو الأمر في سوريا؟
-هناك شبه كبير في بنية المجتمعين العراقي والسوري، بل أن الثقافة السائدة في المناطق الحدودية، لا سيما في منطقة الجزيرة السورية، تصل حد التماهي بين الشعبين على ضفتي الحدود. لذلك فإن ما حققته المرأة العراقية، وهو محط احترام شقيقتها السورية، يكاد ان يتحقق بالمثل بالنسبة لحراك المرأة السورية. على العالم أن يرفع القبعات للمرأة العراقية والمرأة السورية، فهما تحمّلتا نتيجة الحروب ما لم تقوَ أكثر نساء العالم على تحمله.
* تكتفين بتقديم البرامج الفنيّة ولا تقتربين من البرامج السياسية.. هل هي سياسة القنوات أم هي رغبة شخصية؟
– أجد نفسي كثيراً في البرامج الفنية، لكنني خضت تقديم برامج ثقافية واجتماعية، كما قدمت برامج المسابقات. وقد قدمت كل هذه البرامج بشغف ومتعة. أما عن البرامج السياسية فإنني قد أخوض غمارها في القادم من الزمن. من يدري أن ثمة برنامجاً سياسياً بإطار مختلف سيعرض عليّ في إحدى الفضائيات.
* هل تعتقدين أن البرامج الفنية قد تدعم الحرب السورية ضد الإرهاب؟
– أي جهد صادق يصب في دعم حربنا على الإرهاب. أما الفن الصادق فإنه رسالة نبيلة تلامس القلوب وتمسح دموع ضحايا تلك الحروب من خلال زرع بسمة نقية على وجوههم. لكنها بالمقابل لا تنسى أو تتجاوز الآلام والأوجاع الكبيرة. أوجاع بحجم وطن.
* هل سنراك قريباً في العراق؟
* زيارة بغداد إحدى أكبر أمنياتي.. بغداد الفن والثقافة والحياة، ولا فرق بين العراق وسوريا، لذلك فإنني أجزم أن وجودي في بغداد هو وجودي بين أهلي وأحبابي، ويارب يعود الأمن والأمان والاستقرار للعراق وسوريا وتعود الزيارات المتبادلة ولا أخفيك مدى توقي الى المشاركة في مسلسل درامي مشترك بين البلدين.
* ماذا تقولين لقراء الشبكة؟
– أقول لهم شكراً .. أحبكم وأحب العراق أرضاً وشعباً وتاريخاً وحضارة، ستزول هذه الغيمة عن سماوات العراق وسوريا إن شاء الله.