عثمان صالح سبّي
عبد الحليم الرهيمي/
يعتبر عثمان صالح سبّي (1987-1931) من الشخصيات الأبرز والأكثر شهرة في قيادة الثورة الأريترية المسلحة التي بادر عام 1960 الى تأسيس أهم أدواتها وهي (جبهة التحرير الأريترية) ومن موقعه كقيادي ورئيس لهذه الجبهة نجح في تحقيق أفضل العلاقات مع الدول المحيطة بأريتريا كالسودان والصومال ومصر والسعودية فضلاً عن عدد من الدول الخليجية ودول العالم والتمكن من القاء كلمة الجبهة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل أن تحقق أريتريا استقلالها عام 1994 من الحبشة التي كان يحكمها الامبراطور هيلاسي لاسي، توفي في مستشفى العيني بالقاهرة عام 1987 بعد اجراء (عملية جيوب أنفية) حيث يشكك بعض زملائه في قيادة الجبهة أن تكون الوفاة طبيعية والذين قالوا عنه عاش ومات مظلوماً.
ما دفعني للتذكير بهذه الشخصية القيادية العربية، حيث كان يصر على أن أرتيريا عربية، خلافاً لرأي قيادات أرتيرية أخرى، هو الإعلان مؤخراً عن وفاة الكاتب المسرحي والإعلامي عارف علوان الوائلي في مدينة ليدز البريطانية في 31 من آذار الماضي أثر مرض عضال. وكان الفقيد الصديق عارف يعمل آنذاك، منذ منتصف سبعينات القرن الماضي مسؤولاً عن إعلام الجبهة الأرتيرية في بيروت، وقد عرفني على عثمان سبي، الذي توثقت علاقتي به لتطوعي في مساعدتهم على الصعيد الإعلامي. وحين انتقلت للإقامة بدمشق أوائل الثمانينات حيث كان سبي يتردد عليها لوجود مكتب مهم للجبهة فيها، سألته في أحد لقاءاتي معه عن كيفية تدبير الجبهة للأموال والمساعدات التسليحية والطبية والغذائية أجاب: بطرق ظريفة. وحين سألته كيف قال: إضافة الى ما تقدمه لنا الجامعة العربية ومنظمة فتح من دعم متواضع فأني أحصل على قدر من المساعدات الشحيحة عندما أزور بعض البلدان الخليجية ويدعونني شيوخها وقادتها لزيارتهم لقضاء سهرات أدبية معهم حيث يتشوقون لسماع الشعر وبعض الأحداث والطرائف من التاريخ وما تنطوي عليه من حكم ودلالات، وقبل أن تنتهي (السهرة) يأمر بعضهم رجاله ليمنحوني قدراً من الدعم المالي وشحنات من الأدوية والمواد الغذاية لمقاتلي الجبهة الأرتيرية. وبرغم شح هذا الدعم وتواضعه لكني كنت أقبله على أمل تكراره في زيارات تالية لهم، ويضيف: إنها طريقة نزيهة وطريفة لدعم ثوارنا (وهي أحسن من بلاش) كما قال ساخراً ومعقباً على كلامه!!