لبيد هاني لـ الشبكة: أبحث عن كلمات تليق بالمستمع العراقي
سنان السبع /
نشأ في بيت يمتلئ بكتب الشعر والأدب نهل من ثقافته الشيء الكثير ليصقل، فيما بعد، موهبته الشعرية التي بدأت بمحاولات بسيطة وانتهت بقصائد وأغنيات لألمع نحوم الفن العراقي. قال عنه النقّاد بأنه يمتلك أسلوباً شعرياً متفرداً، وعرفه الجمهور من خلال كلمات أغنياته التي لم تنجرف الى نوعية الأغاني الهابطة.
إنه الشاعر لبيد هاني الذي تحدث لمجلة “الشبكة” عن مشواره الشعري وآخر أعماله:
مشواري
*متى بدأ حبّك للشعر ومتى كتبت أول قصيدة؟
– أحببت الشعر وأنا بعمر العاشرة ربّما، حيث كنت أتلذذ بأبيات شعرية يرددها والدي دائماً وكنت أحفظها بسرعة وأرددها مع نفسي من دون فهم معناها أحياناً، إضافة الى وجود مكتبة كبيرة في البيت، فأنا ابن أديب وأستاذ للنقد لأدبي في جامعة بغداد، وكل هذه العوامل اسهمت بشكل كبير في تكوين شاعريتي وشخصيتي الثقافية والفنيّة، أمّا القصيدة الأولى فمن الطبيعي هي محاولات عديدة في البداية منها بالشعر الفصيح ومنها بالشعر العامي حتى استقرّت قصيدتي بشكل تام.
*منذ سنوات وأنت تقيم خارج العراق، هل قرّبك هذا الأمر من جو الشعر والأعمال الغنائية أم أبعدك عنه؟
-وجودي خارج العراق، بكل قسوته، أضاف لي الكثير من خلال تواصلي المباشر مع فنانين عراقيين وعرب ومشاركاتي في مهرجانات عربية عديدة إضافة الى وجودي في استوديوهات كبيرة مع ملحنين وموسيقيين عديدين.
لكل شاعر أسلوبه
*هل تصنف نفسك شاعراً غنائياً أم شاعر قصيدة؟ وما الفرق بين اللّونين؟
-بصراحة أنا أؤمن بالشعر ولا أؤمن بتصنيفه الى قصائد أو أغانٍ، فأصل الأغنية هو (قصيدة مغنّاة)، وقد تجد شعراً حقيقياً في أغنية ولا تجده في قصيدة مطوّلة.
•يرى المتابعون أن أغنياتك تختلف عن نوعية الأغاني الموجودة .
-بصراحة أنا أعمل دائماً على كتابة أغانٍ تليق بمستوى المستمع العراقي الذي يطرب على أصوات عظيمة وموسيقى مختلفة وأحاول كتابة أغانٍ وقصائد تمتد فعلياً للأجيال لصدقها بفنّها وإيمانها بأن الموسيقى والشعر من أهم أعمدة الحياة المثالية.
* اين وصل تعاونك مع الفنان كاظم الساهر؟
-التعاون مع كاظم الساهر تجربة رائعة، قدمت له مجموعة من القصائد وهو يعمل على تنفيذها، ولكن لا علم لي بموعد طرحها وأنتظرها مثل كل جمهور القيصر.
السلطان والرسام
*من هو الفنان الذي تعاملت معه وحققت نجاحات كبيرة؟ وما هو العمل الشعري الذي عرفك الجمهور من خلاله ؟
-أعمالي أغلبها حققت نجاحات واسعة على المستوى العربي وليس العراقي فقط لكن أبرزها أغنية (يا حبيبي مو بدينا للفنان مهند محسن) وأغنية (بجيت بيومها للفنان قاسم السلطان) وأغنية (الله يعوضك بغيري للفنان حسام الرسام) وأغنيتان هما (معقولة جيتك حلم وأضحك جذب للناس للفنان محمد عبد الجبار) وأغاني (عمري الفات ورغم عفتك واتلوع بلياك للفنانة غزلان ) وأغنية (جرحوني للفنان سلام حسن).
*تقول إن أغلب القصائد الوطنية أصبحت اليوم قصائد سياسية، كيف؟ ألا ترى بأن هذه القصيدة مهمة في هذا الظرف؟
-بصراحة هناك فرق كبير بين القصيدة الوطنية والقصيدة السياسية والقصيدة التعبوية، ما نقرأه ونسمعه في الوقت الحالي هو قصائد سياسية بدليل ترويجها لأحزاب وشخصيات سياسية محددة أو قصائد تعبوية تتحدث عن الحرب ضد الإرهاب فقط، أما القصيدة الوطنية بالمعنى الحقيقي فهي ما نفتقر لها الآن.
*كيف تقيّم واقع الأغنية العراقية اليوم ؟
-عدد لابأس به من مطربي الجيل الحالي يمتد للزمن الصادق في السبعينات والثمانينات، وبعض منه بعيد جداً بدليل كتابته بألوان غريبة على الجمهور العراقي تحديداً. أمّا بالنسبة للأغنية فهي تحاول الخلاص من مرحلة الفوضى بدليل ظهور أعمال غنائية جميلة بدأت تدخل الأوساط العربية، فالكثير من نجوم الأغنية في الوطن العربي غنّوا أغنيات عراقية لاقت أصداء واسعة لدى جمهورهم.
*ما جديدك وبماذا تنشغل حالياً؟
-في الأيام القليلة الماضية أنهيت تسجيل ألبومي الشعري الجديد الذي يضم ١١ قصيدة تنوّعت مواضيعها بين الحب والوجدان والغربة والوطن وأقوم حالياً بتحضيرات عديدة لتصوير فيديو كليب جديد لإحدى القصائد، إضافة الى كتابة أعمال غنائية كبيرة وكثيرة لمطربين عراقيين وعرب وكتابة أوبريت عراقي كبير يتحدث عن نصر العراق سيكون من إخراج الإستاذ محمد خالد وتمثيل عدد كبير من نجوم الفن العراقي بينهم د. ميمون الخالدي والأستاذ فؤاد ذنون ونجوم كبار عدّة، علماً أن الأوبريت بدأ تصويره بإمكانيات وتقنيات عالمية.