درجة الحرارة 50 أو 56 !!
جبار عودة الخطاط/
فقراء أكل العوز صدورهم، فباتوا في ألم دائم ضاعفه إحساسهم الموجع جداً بعدم تحرك من أوصلوهم بأصواتهم إلى سدّة المسؤولية لتخفيف صخرة الألم التي ما برحت تجثم على أرواحهم وأرواح عوائلهم التعبى!.
فقراء يشربون حميم وجع مارثونهم السرمدي حد الثمالة في كل حين وموسم.. حرارة العراق الجهنمية تشوي جباههم وأكبادهم صيفاً وليس لديهم ثمة خلاص منها سوى التضرع لفاطر السموات والأرض أن يدركهم برحمته، فدرجات الحرارة المرتفعة لا تريد أن تغادرنا برغم دخولنا في تشرين الأول! درجات الحرارة التي تجاوزت في الأسابيع الماضية الـ 50 درجة مئوية أو أكثر في أغلب المحافظات في المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق ما زالت متشبثة بعباءة أمهاتنا ودشاديش آبائنا وبنجاح ساخن!!
عندما صرخ داخل حسن ذات لوعة وهو يحرّك بسبابته حبّات مسبحته الأثيرة وهو يقفل لازمته الغنائية المطحونة بالشجن (يا حميِّد يا مصايب ابنادم) كان يلامس ضمائر وقلوب الفقراء الذين خذلهم ابنادم العراقي حين تنكّر لصنيعهم وأصواتهم، فكان نصيبهم مثل كل مرّة (بوري معدَّل) ليصاب (حميِّد) بخيبة من العيار الثقيل أضافها بمداد دمعه الساخن إلى سفر خيباته وخساراته المعمّرة لأنها كانت تحصيل حاصل لـ(مصايب ابنادم)!!.
متى يلتفت السيد ابنادم – رعاه الله – لمصايب حميِّد؟.. فهل يدري أستاذنا ابنادم أن حميِّد احترق كبده وكبد زوجه وفلذات كبده صيفاً جراء الحر الأسطوري بعد أن عادت ريمة الكهربائية إلى عادتها القديمة في الانقطاعات الطويلة، وهل يدري أستاذنا ابنادم أن حميِّد سقط بيته الطيني المتهالك فحصد بعض أبنائه المضرجين بالسعال والفاقة بسبب الأمطار التي نزلت في أغلب محافظات الوسط والجنوب العام الماضي، وهل درى ذلك الابنادم أن حميِّد خسر بيته وأولاده وبات يفترش الطين ويلتحف الصدمة؟!.
حميِّد لا يذهبنّ ظنك بعيداً.. ولتعرف بأن ابنادم يعلم بكل شيء، لكنه، وتلك هي المفارقة، نسي أو تناسى كل شيء!! ارفع عينيك إلى السماء وامسح يدك بما تبقى من جدران بيتك الطيني المنهار وأقرأ الفاتحة على من مات من أولادك ثم أقرأ الفاتحة على………… ضمير ابنادم!.. تناول مسبحتك الـ 101 وردد مع طيب الذكر داخل حسن: حميِّد يامصايب…ابنادم.