المرتزقة أو كتّاب السلاطين!
عامر بدر حسون/
ينبغي استخدام أكثر الكلمات إدانة وحدة للتعبير عن الغضب على الكتاب العرب الذين أيدوا اجراء الاستفتاء وصفقوا لاجرائه واستهانوا بالمخاطر الواضحة التي تهدد العراق والشعب الكردي بسببه!
أقصد هنا تحديداً الكتاب الذين يتقاضون رواتبهم من المؤسسات الإعلامية التابعة للسيد مسعود البرزاني بشكل مباشر أو غير مباشر.
غير هؤلاء اندفع ربما بعاطفته وحماسته مستنداً على ما قدمه كتّاب السلاطين من معطيات ومعلومات مزيفة وسط ترديدهم لأغنيتهم القديمة والبذيئة: «فوت بيها وع الزلم خليها»!
***
في هؤلاء أصدقاء لي بكل أسف، وقد انتهى بهم الأمر إلى الاستهانة علناً بالمخاطر التي يعرفونها وفي مقدمتها عدم دستورية الاستفتاء.
عدم دستورية الاستفتاء والدفاع عن خرق الدستور (في هذه القضية خصوصاً) هو ببساطة عار مهني وأخلاقي شنيع، لانهم كانوا يعرفون الثمن الذي سيدفعه العراق بعربه وكرده، والذي سيدفعه السيد مسعود البرزاني في حالة فشل الاستفتاء!
***
وإذا كان من مصلحة السياسي وصاحب الميليشيا تناسي الدستور وتجاهل دوره وأهميته، فما هو مسوغ الكاتب لهذا الفعل المشين؟
هل كان السبب هو الدفاع عن حق تقرير المصير للشعب الكردي؟
تلك كذبة سافرة فهم يعرفون، قبل غيرهم، أنهم ابعدوا بتطبيلهم للاستفتاء الشعب الكردي عن أحلامه وآماله فترات إضافية من الزمن!
***
هم في الواقع تحولوا إلى كتبة من نمط شاع في زمن صدام حسين، يوم كتبوا لقائدهم أن لا قيمة للقانون الدولي ولا أهمية لراأي العرب والعالم في غزو الكويت!
لقد تصرفوا كطبّالين من أجل ارضاء ولي نعمتهم. لكنهم خدعوه وأغروه بالمضي في تلك الخطوة الخطيرة.
تلك الكتابة كانت خيانة لمعرفتهم ولشرف الكلمة واستهتاراً بمصير شعبهم بعربه وكرده!
***
جريمتهم وعارهم في الواقع أكبر من جريمة وعار كتّاب صدام حسين!
والسبب بسيط ومعروف:
– مع صدام حسين لم تكن تمتلك الحق أو القدرة على قول كلمة لا!
لكن ما هو عذرك وأنت في زمن ووضع مختلفين؟
اذ ومهما كان الوضع الآن فأن الكاتب يستطيع أن يقول لا لاجراء الاستفتاء!
***
هل كنت تخاف من مسعود البرزاني؟
وهل سبق لكاتب عربي أن تعرض للأذى يوم اعترض على سياسات الاقليم؟!
لا أدري.. لكن ما أنا واثق منه أنني أكتب هذه السطور وغيرها من أربيل!
لست بطلاً.. ولو أنني وجدت في قول كلمة الحق ما يخيفني ويهدد حياتي فأرض العراق وأرض الله واسعة!