السوبرانو السورية غادة حرب: قدمت فناً أوبرالياً قريباً من أذاوق الناس

1٬380

 رولا حسن /

قامة فنية سورية، صوت مفعم بالأنوثة مليء بالحياة، لطالما كان قادراً على ترميم ما هشمته الحرب في أرواحنا والمضي بنا إلى عوالم جديدة. قدمت عدة حفلات صولو غناء أوبرا “آريات وليدرات” لعدد من مؤلفي الأوبرا والموسيقيين العالميين داخل سوريا وخارجها بمرافقة أهم عازفي البيانو في سوريا، مثل غزوان الزركلي وفادي جبيلي وميساك باغبودريان. وشاركت في العديد من الحفلات مع الفرقة السيمفونية السورية، أنها السوبرانو غادة حرب.

حول مشوارها الفني كان لـ “الشبكة العراقية” معها هذا الحوار الخاص:

سيرة

* بداية كيف تقدم مغنية الأوبرا السورية غادة حرب نفسها للقارئ؟

-غادة حرب مغنية أوبرا، ومدرسة الغناء الكلاسيكي في المعهد العالي للموسيقى، ومؤسسة وقائدة كورال غاردينيا النسائي، أحمل في وجداني طاقة تعبيرية حيال هذا الفن المميز. تخرجت في المعهد العالي للموسيقى بدمشق عام 1999 اختصاص غناء أوبرالي وعزف على آلة الفلوت، تابعت دراستي في الغناء الأوبرالي مدة أربع سنوات على يد مغنية الأوبرا السورية آراكس سيكجيان، وأنا منذ العام 2001 مغنية سوبرانو في فرقة كورال الحجرة التابعة للمعهد العالي للموسيقى دمشق، وعملت كمساعدة للخبير الروسي فيكتور بابينكو في قيادة وتدريب كورال الطلاب في المعهد بين العامين 2004 و20011، وأعمل الآن أستاذة الغناء الأوبرالي في المعهد العالي والغناء الجماعي لمجموعات موسيقى الحجرة فيه.

استمتع بالغناء أكثر من العزف

* لم كانت الأوبرا خيارك بالرغم من أنها ليست فناً جماهيرياً بل هي فن يهم النخبة؟

-لأنني وجدت في نفسي مغنية أوبرا أكثر من عازفة فلوت، ولأنني أستمتع بالغناء أكثر من العزف، أما بالنسبة للجمهور فأنا حاولت تقديم الأوبرا بطريقة تقرب الجمهور عموماً من هذا النوع من الموسيقى وبدا واضحاً تقبل الجمهور في الآونة الأخيرة للأوبرا.

*الكورال أو الغناء الجماعي يحتل حيزاً مهماً من تفكيرك الموسيقي ما ميزته في إيصال الكلمة واللحن إلى المتلقي؟

-الغناء الجماعي أو الكورال هو برأيي من أمتع الأعمال الموسيقية للمتلقي وللمغني، فهو يظهر الفخامة والكبر بالصوت البشري وحالة التشارك بين المغنين لغناء أعمال موزعة لعدة أصوات تصنع انسجاماً جميلاً فيما بينها لتضفي غنىً وجمالية وعظمة على الموسيقى والكلمة.

لغة عالمية

* هل يمكن أن تحدثينا عما قدمتيه على مستوى الغناء الأوبرالي وعلى مستوى كورال غاردينيا؟

-قدمت في حفلات الغناء الأوبرالي أغاني وآريات مأخوذة من أوبرات عالمية شهيرة ولغات عالمية عديدة، كالألمانية والايطالية والفرنسية والتشيكية والإسبانية وغيرها من اللغات، وفيها مشاهد تمثيلية تحكي قصة معينة أديتها بطريقة تعبيرية مثل اللعبة للمؤلف الفرنسي أوفنباخ من أوبرا حكايات هوفمان والتي قدمتها مع الفرقة السيمفونية بقيادة المايسترو أندريه معلولي أو أغنية الضحك (عزيزي الماركيز) للمؤلف يوهان شتراوس من أوبرا الرجل الخفاش قدمتها عدة مرات مع المايسترو ميساك باغبودريان.. إضافة لمشاركاتي في مهرجان الباروك ومهرجان الصولو ومهرجان سلطان الأطرش، وحفل تكريم المؤلف الأرمني كوميداس ومع أوركسترا دمشق بقيادة الأب الياس جانجي غنيت صولو السوبرانو في ركوييم موتزارت، أما بالنسبة لغاردينيا فقد قدمنا “برنامج كلاسيمي” في أول حفل ثم برنامج أغاني تراثية ومن أهم برامجنا، كان برنامج شارات أفلام الكرتون الذي قدم برعاية اليونيسيف وحفل ساعة سلام مع المنظمة العالمية لشؤون اللاجئين، وآخر برنامج قدمناه هو ستابت ماتر لبيرغوليزي وهو من أهم الأعمال الكلاسيكية المكتوبة خصيصاً لكورال نسائي، ونعمل حالياً على برنامج زفة العروس في التراث السوري.

تقنيات ومهارات

* في الأوبرا لا تحتاج المغنية إلى صوت فقط ولكن إلى مهارات أخرى وبتقنيات عالية هلا حدثتنا عن هذه المهارات وكيف اكتسبتها؟

-طبعا تحتاج المغنية إلى صوت جيد وخامة جميلة، وهذا هو الأساس. ثم يبدأ العمل على تعلم النفس وإخراج الصوت بالطريقة الصحيحة، والتمارين الصوتية التي توسع مساحة الصوت وتطور التقنيات لدى المغني. درست في المعهد العالي تقنيات الغناء على يد خبراء روس، ثم اكملت دراسة الغناء بعد التخرج بشكل خاص مع مغنية الأوبرا السورية آراكس شيكجيان لمدة أربع سنين، وأنا لا أنسى فضلها مدى الحياة، فقد علمتني إضافة لتقنيات الصوت التعبير والحضور اللازم للغناء.

* أسست كورال “غاردينيا “وهو كورال نسائي هلا حدثتنا عن هذه التجربة وظروفها؟

-أنا عملت كمساعدة للخبير الروسي فيكتور بابينكو في تدريب الكورال الكبير في المعهد العالي للموسي لمدة 10 سنوات، وغنيت في كورال الحجرة أيضاً مدة 12 سنة ومعرفتي بتقنيات الصوت كمغنية أوبرا كل هذا منحني الثقة بقدرتي على قيادة وتدريب الكورال فقمت بتأسيس كورال غاردينيا النسائي الذي يضم تقريباً 20 فتاة كلهن ملمات بقراءة الصولفيج ويمتلكن أصواتاً جميلة والحمد لله لاقى الكورال نجاحاً كبيراً منذ أول حفل وحتى آخر حفل.
بعيدة عن المشاكسات

* هل يمكن القول أن “غاردينيا”هو نبرة تبحث عن إثبات وجود المرأة في المشهد الموسيقي السوري أم لك رأي آخر؟

-المرأة السورية هي امرأة قوية الشخصية نشيطة وقادرة على التعلم والتطور وتحمل الصعاب ومجدة ومخلصة في عملها، لذلك أحببت أن أظهر تميزها في مجال الموسيقى أيضاً. ومن ناحية أخرى هنالك أعمال كورالية كثيرة كتبت خصيصاً لكورال نسائي ولا يوجد في سوريا أي كورال نسائي مسبقاً ليؤدي هذه الأعمال.

* في مجتمع ذكوري يرفض بشكل من الأشكال تميز المرأة وإثبات وجودها ما هي الصعوبات التي واجهتيها كمغنية أوبرا لها بصمتها في المشهد الموسيقي السوري؟

-أنا بعيدة كل البعد عن التحديات والمرأة، أنا أحترم الرجل وأقدره كما أقدر المرأة واحترمها، وأجد أن التشاركية فيما بينهما هي ما تجعل المجتمع صحياً ومتوازناً، وأنا ليس لدي في غاردينا أية عدائية مع الرجل فقد استضفنا في عدة حفلات مغني تينور وعدة عازفين شباب، فنحن نقدم فناً إنسانياً راقياً رسالته المحبة والسلام بعيداً كل البعد عن التحزبات والتعصبات…