رغم المعوقات .. فرقة مسرح بغداد للتمثيل إبداع يتحدى الظروف

737

احمد سميسم/

محاولات جادة ودؤوبة لإعادة الحياة من جديد للمسرح العراقي، واسترجاع ألقه وجماله من قبل الفنانين رواد المسرح العراقي والكوميديا الراقية الرصينة غير المبتذلة الذين ما زالوا ينبضون بالحب والابتكارات والتجدد، رغم العراقيل الكثيرة التي تواجههم من حيث التمويل والاهتمام، وغياب الأمكنة المخصصة للعروض المسرحية، فضلا عن الكثير من المعوقات الاجتماعية والإنسانية، بل وحتى السياسية التي تؤدي بطريقة او بأخرى الى اندثار المسرح العراقي الذي يحاول أن يسترجع أنفاسه مجدداً.

إنجازات وجوائز

استطاعت “فرقة بغداد للتمثيل”، هذه الفرقة العريقة، ان تحقق كثيرا من الإنجازات والجوائز المحلية والعربية على مدى عقود من الزمن منذ تأسيسها عام 1969 وحتى الآن، لاسيما في مسرحي الطفل والكبار اللذين لقيا استحساناً كبيراً لدى النخب الثقافية داخل العراق وخارجه.
مدير “فرقة بغداد للتمثيل” الفنان والكاتب والمخرج قحطان زغير تحدث لـ (مجلة الشبكة) عن فرقته بالقول:

ـ فرقة بغداد للتمثيل شاركت في مهرجانات عربية عديدة وحصدت جوائز في الكويت والمغرب وتونس برغم توقف الفرقة عن ادائها لفترة عشر سنوات، الا انها عادت الى العمل المسرحي وبقوة من خلال مسرحية (ستربتيز) للمخرج علاء قحطان، والتي تناولت الواقع العراقي وتحولاته الاجتماعية والسياسية، وايضا كان قبلها عرض مسرحي في تونس لمسرحية (جلسة سرية) التي ألفها الفيلسوف الفرنسي “جان بول سارتر”.

تحد واصرار

ويقول زغير: رغم المعوقات الكثيرة التي تواجهنا وعدم توفر الدعم المادي والمعنوي للفرقة واعضائها الشباب اليافعين من كلية الفنون الجميلة الذين لا تتجاوز اعمارهم (25) عاماً سواء من دائرة السينما والمسرح او من وزارة الثقافة وغياب أماكن وقاعات العرض المخصصة لنا، إلا اننا عملنا بإصرار وبشغف واعتمدنا على الامكانات المتاحة وشاركنا في (مهرجان أيام قرطاج المسرحية) بدورته 19، وكانت مشاركتنا ضمن المنافسات الرسمية للمسرحيات المشاركة في المهرجان البالغة 11 مسرحية بمشاركة أكثر من 30 دولة عربية و7 دول افريقية وأوروبية، وقد مثلنا العراق بمشاركتنا في مسرحية (صفر سالب) للمخرج علي دعيم وهو عمل (كورغرافي) اي الرقص التعبيري الإيحائي الذي يتحدث عن الخراب والقتل الذي خلفه الإرهاب الداعشي وإدانة الفكر المتطرف في العراق. وقد حصلت المسرحية وهي من انتاج فرقة مسرح بغداد واخراج الفنان الشاب علي دعيم على جائزة أفضل اخراج مسرحي مُناصفةً، وذلك بسبب إلغاء جائزة افضل عمل مسرحي في المهرجان لأسباب مادية، ما أدى بها للحصول على جائزة أفضل اخراج مناصفة بين علي دعيم عن هذه المسرحية، ووفاء الطبوبي، عن مسرحية “الأرامل” من تونس.

ألق المشاركة

كما اشار زغير الى ان الفرقة قد قدمت بعدها عرضا مسرحيا في مسرح الطفل المقام في تونس في دورته السادسة عن مسرحية “الأيفون القصير” تأليف قحطان زغير وإخراج علاء قحطان، وقد لاقت المشاركة ألقاً وقبولاً لم يقلّ عن أهمية المشاركة التي سبقتها في أيام قرطاج المسرحية.

عمل تلفزيوني

وفي ختام الحديث صرّح الفنان قحطان زغير لـ (الشبكة) بأن لديه مسرحية جديدة سوف تعرض في الأيام القادمة اسمها (تراش)، فضلا عن عمل تلفزيوني كوميدي جديد نستعد حاليا لتصويره وعرضه في رمضان حمل اسم (عائلة خارج التغطية) من انتاج لجنة دعم الدراما وتأليف قحطان زغير وإخراج جمال عبد جاسم وبطولة قاسم الملاك واخرين، كما لدينا عمل درامي تلفزيوني مشترك بين العراق والكويت أسمه (لا حدود للحب) يتحدث عن قصة رومانسية جميلة.