الأخبار السارّة: سيموت قبلك!

831

عامر بدر حسون/

لبّيت قبل عام دعوة لحضور فعالية نسوية في بغداد، وفوجئت بأن عدد الرجال كان هو الأكبر، اما النساء فكان عددهن اقرب الى نسبة “الكوتا” المقررة لهن في البرلمان والحكومة!

وكعادتي نظرت بتفاؤل للجانب الممتلئ من الكأس وقلت:

– ما زال الرجال يتمتعون بالذوق!

واذا كان الشائع صعوبة إثبات أن ذوق الرجال افضل من ذوق النساء، فقد كنت ناجحاً في إثبات هذا الرأي داخل بيتي، اذ كلما فشلت في اثبات انني على حق مع زوجتي كنت أسجل نقطة لصالحي بالقول:

– انا ذوقي في النهاية افضل من ذوقك.. بدليل أنني اخترتك!

وهذا يسمى في علم السياسة احتيالاً، لكنه في الحياة الزوجية ترياق مجرب للسعادة والسلم العائلي!

***

وعندما دعيت للإدلاء بدلوي في النقاش عبّرت عن سعادتي أن النقاش لم يكن سياسياً، وأن المرأة ستفعل شيئاً مذهلاً إن ابتعدت عن الأحزاب وسياساتها! وذكّرت بمنجز صبيحة الشيخ داود الرائدة الفعلية لحركة تحرر المراة العراقية، وتمنيت على السيدات والآنسات ان يتفرغن لقيادة ثورة اجتماعية وثقافية في المجتمع بعيدا عن العمل الحزبي، فتكهربت بعض الوجوه.. الرجالية!

***

الواقع أن النساء عندنا، وفي العالم، غير مدينات بشيء في تحسين وضعهن للرجل واحزابه وحركاته السياسية!

فالعلماء هم أصحاب الفضل الأول والفعلي في تحرر المرأة، فهم من صنعوا الطباخ والثلاجة والغسالة والمكنسة الكهربائية وغسالة الصحون وغيرها، وهي أمور كانت تستولي على وقت المرأة بأكمله. وعندما اصبحت هذه المنتجات في غالبية البيوت وجدت المرأة وقتا لتسأل: من أنا؟ وما هي حقوقي وما الذي أريده؟

وأمام هذا الواقع والوقت المديد برزت الجميلات، البطلات، من الطبقة الوسطى والبرجوازية والارستقراطية، وصنعن الحياة الجديدة بدءاً من حقوق المراة وحق الانتخاب والترشيح، وساهمن في الفنون والآداب والعلوم وحوّلن العالم الى جنّة.. (عندهم.. بالطبع!)

ودخلت المرأة مجال العمل بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب انشغال الرجال بالحروب، وتخلصت من الملابس الطويلة جدا مستغلة ظروف الحرب (وحاجة المصانع للقماش لصنع ملابس الجنود) فقفزت التنورة الى تحت الركبة والى الركبة والى مافوق الركبة! وكان ذلك مقبولاً او مفهوماً ما دام المجتمع عاجزاً عن “سترها” بما يكفي من القماش!..

والتقط حضيري أبو عزيز الواقع الجديد وحوّله الى أغنية قال فيها:

“قصري زبونك

خلي الحسن ينبان

قصري زبونك

لو يسألونك لو يسألونك

قولي قليل الخام لو يسألونك”!

***

ولا ثورة اجتماعية يمكن الوصول اليها إن لم تكن من المرأة، قاعدة وقيادة. فهي صاحبة المصلحة في مجتمع نظيف ومنظم وآمن.. أما ثورات الرجال (العرب خصوصاً) فهي دماء وأشلاء وخرائب وتخلف!

ورغم حماستي لحضور الندوات النسوية، إلا أنني أتمنى على السيدات والآنسات أن يقمن ندواتهن لوحدهن ويعلنَّ منع دخول الرجال اليها، فالرجال، مثل الملوك، ما دخلوا قرية او ندوة نسوية إلا وافسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة!

***

وكي أرد التحية بمثلها او بأحسن منها أقول لصاحبات الدعوة، وإن متأخراً:

– الإحصائيات تشير الى أن الأزواج يموتون قبل الزوجات!

وتلك مكافأة نهاية الخدمة الشاقة لهن!

وعندما تترمل المرأة تبدو حياتها أسهل وأحلى!

فيما تكون حياة الرجل الأرمل بهذلة.. وهو عقاب عادل!

اليست الأخبار سارّة فعلاً؟!