المطلوب من وزير الثقافة القادم
د. علي الشلاه /
شهدت وزارات الحكومات السابقة في التجربة الديمقراطية العراقية إخفاقات عديدة. وكان لاخفاقات بعض الوزارات الصوت الاعلى شعبيا لاسيما تلك الوزارات المتعلقة بالخدمات والموارد الوطنية الاعلى في الجوانب المالية وفي تصدير النفط والثروات الأخرى.
إلا أن وزارات استثنائية في التجربة العراقية.. كوزارة الثقافة والسياحة والاثار ..اعتمادا على الموروث الحضاري والتاريخي والثقافي والسياحي لبلاد ما بين النهرين بقيت على هامش الأحداث وبعيدة عن لعب دورها المفترض، ناهيك عن التقصير في تطوير خدماتها للمثقفين والمبدعين والتعريف بالمعطى الثقافي والأدبي والفني للمشهد العراقي الحديث .
لقد بقيت وزارة الثقافة أسيرة فهم تقليدي يقترب من مفهوم الدعاية (البروبوغاندا) ولم تتجاوز قشور الأفكار والفعاليات المعرفية والإبداعية إلى جوهرها. وظل الاعتذار بقلة الموارد لاسيما في السنوات الأربع الأخيرة هو العذر المشهور بوجه اي نقد ومحاولة لتقييم الامور يقدم عليها الأدباء والفنانون وسائر المواطنين، وهو عذر يحمل جانبا من الصواب لكنه لا يمنع الوزارة عن تنمية مواردها وتفعيل قدراتها الذاتية في الإتيان بموارد مادية وتحريك المشهد الثقافي الآثاري السياحي في الحين نفسه.
ان العمل المكتبي مطلوب ربما في المؤسسات الثقافية ذات الاهتمامات التأليفية والترجمية والطباعية لكن المؤسسات التشكيلية والمسرحية والسينمائية وقبلها الآثارية وبعدها السياحية تحتاج عملا ميدانيا حقيقيا لإصلاح المنشآت والمباني والمسارح ومقتربات الآثار والسياحة من خلال منتسبي الوزارة الأكثر اهتماما واختصاصا في هذه الجوانب والذين يعانون اليوم الإهمال والتهميش ويحاولون جاهدين ان يقدموا ما يتناسب مع أسمائهم الفنية اللامعة والمشار إلى بعضها عربيا وعالميا.
ومن هنا فإن إعادة الاعتبار لكوادر الوزارة ينبغي أن يكون أول أولويات وزير الثقافة القادم اذا اردنا ان نعطي لهذه الوزارة الاهتمام الذي تستحق نظرا لدورها ولمنتسبيها المبدعين الاستثنائيين.