البطاقة الذكية.. توجّـِه ضربة قاضية للإكراميات في محطات الـوقود

علي غني /

لايختلف اثنان على أن هناك تساؤلات عديدة عن نوعية البنزين في محطات تعبئة الوقود، والإكراميات التي يأخذها عمال المضخات(البوزرجية)، وعن تفضيل السائقين لمحطات وقود دون أخرى، سواء أكانت حكومية أم أهلية، جميع هذه التساؤلات، حملناها إلى مدير هيأة توزيع بغداد للمنتجات النفطية، ومديري محطات الوقود، وأصحاب الاختصاص، لمعرفة الحقائق عن مثل هذه الأمور التي تشغل الناس، وقبل كل شيء حاورنا المواطنين .
البنزين العادي بحاجة إلى مراجعة..
يقول السائق محسن الياسري: إن البنزين العادي يحتاج إلى مراجعة فنيه لأنه يسبب الكثير من الأضرار في المحرك، وكذلك (الفيتبمب)، لاحتوائه على شوائب ودهون، كما أن سعره بالقياس إلى بلدنا يعد مرتفعاً.
وأيد كلامه السائق تمام سلمان مضيفاً: أنه يسبب أصواتاً في المحرك ما يؤدي إلى استهلاكه بسرعة، ولاسيما في الأيام الحارة، كما أن بعض المحطات تحتاج إلى صيانة.
وبيّن السائق هادي حسن: أن بعض العاملين في محطات تعبئة الوقود في مناطق بغداد ، والتي تستخدم نظام الإيقاف (تحديد كمية البنزين)، تقطع لهم إكرامية من السائقين على الرغم من أن الشاشة الإلكترونية تقرأ المبلغ المحدد من قبل السائق.
البنزين يخضع لسيطرة نوعية وفحوصات
نقلنا آراء أغلب السائقين إلى مدير هيأة توزيع بغداد للمنتجات النفطية المهندس صباح حسن حافظ، الذي رحب بنا، وأجاب عن أسئلتنا بتفاصيل دقيقة، وبمهنية عالية.
*هل حقاً أن البنزين الموجود في المحطات هو من النوعية الرديئة؟
-اقول لك حقيقة يجب أن يعرفها الجميع، إن وزارة النفط العراقية حريصة على إنتاج البنزين وبأفضل نوعية، وإنه يخضع لفحوصات مختبرية من بداية إنتاجه إلى وصوله للمحطات، ودائماً نأخذ عينات تفحص بشكل يومي، والفحوصات تجري من قبل (مدير المحطة) قبل التسويق وبعده.
وبشأن تفضيل السائق للمحطات الحكومية على الأهلية، بين لنا أن الإنتاج نفسه يوزع على المحطات الحكومية والأهلية، وأن القطاع الخاص هو شريك للقطاع الحكومي، والفحوصات نفسها تجري على الجميع، وعند تشخيص أي خلل، فلدينا عقود مع المحطات الأهلية، يغرم المخالف، ولا مجال للمجاملة مطلقا.
وعن تباين الأسعار أوضح حافظ أن التسعيرة مركزية، فالبنزين المحسَّن سعراللتر (850 ديناراً)، أما العادي(450 ديناراً)، وزيت الغاز (الكاز) سعره 400 دينار، والأسعار تخضع دائماً لسلطة الدولة.
مضيفاً أن عدد المحطات في بغداد (196) محطة موزعة مابين حكومية وأهلية، منها (12) محطة بنزين محسّن، وهناك محطات تعمل بالغاز، وفي نيتنا توسيعها بحسب رغبة السائقين، وأن سعر اللتر هو(200 دينار).
مدير الهيئة ذكر لنا أن العامل الذي يثبت عليه التعامل بالإكراميات سواء أكان في المحطات الحكومية أم الاهلية يحاسب، ويحال إلى لجنة تحقيقية، ويعاقب المقصر، وهناك خطوط ساخنة موجودة في جميع محطات الوقود ومن حق المواطن الاتصال وتقديم الشكوى لأية مخالفة تحدث.
وعن الخطط المستقبلية للشركة أوضح حافظ أن الشركة لديها العديد من الأفكار والخطط المستقبلية، منها تأهيل جميع المحطات لجعلها تضاهي المحطات العالمية، وقد بدأنا بالفعل بحملة كبيرة منذ عام 2017 بهذا المجال، وقمنا بتأهيل 27 محطة، ومثلها في عام 2018، وسنستمر بهذه الحملة حتى لانرى في بلدنا محطة بائسة، كما أننا أسسنا نظام السيطرة الإلكتروني والبطاقة الذكية، هذا النظام مطبق في دول الخليج، وأوروبا، وأميركا، وإفريقيا، ومدعوم من شركات عالمية لإدارة منافذه التوزيعية، مثل شركة شل، كاز تلكوم، وهذا النظام يعمل بالسيطرة على منافذ التوزيع من ناحية الكميات المباعة، والكميات المجهزة، والأسعار، كما يمكنه الكشف عن نوعية المنتج، في حال اختلاف نوع المنتج أو وجود مياه فيه، وفعلا بدأنا العمل بأربع محطات تجريبية للبنزين في بغداد، وسيجري إعمامه في المحافظات، كما أنه مطبق على(الكاز)، فالسيارة التي تجهز بالكاز تؤشر في جميع المحطات، وبذلك يتلاشى التلاعب إلى درجة الصفر.
الخلاص من الغش
ولكي نرى الأمور عن كثب، اصطحبنا مسؤول إعلام هيأة توزيع بغداد، الحاج عدنان كاظم ماجد، في زيارة لإحدى المحطات، وهي محطة الكيلاني، فاسقبلنا مديرها حيدر قاسم خضر، الذي بين لنا كيف يعمل النظام الإلكتروني والبطاقة الذكية قائلاً: بتطبيق هذا النظام استطعنا التخلص من الأمور الورقية، فعن طريق هذا النظام نستطيع اكتشاف الأعطال، وكذلك كشف المياه، إن وجدت، فضلاً عن المواد الهايدروكاربونية في الخزان .
وأضاف أن هذا النظام يغنيك عن الذهاب إلى الخزانات، وذلك لوجود شاشة عرض تغنيك عن جميع التفاصيل، كما يمكنك معرفة الكمية الدقيقة في تفريغ الحمولة، وبذلك تخلصنا من جميع أنواع الغش.
تخفيض الأسعار؟
بعد هذا الاستطلاع ناشد العديد من السائقين الحكومة بضرورة خفض أسعار البنزين والكاز، كوننا من البلدان المنتجة للنفط، كما أننا نطمح بتحسين نوعيتهما نحو الأفضل خدمة للمواطن العراقي.