التجارة الإلكترونية ظاهرة تنافس الأسواق

صفا هشام  /

لم يكن هدف مواقع التواصل الاجتماعي التسلية والإمتاع والتواصل بين الأشخاص فقط، بل وجدت فيها خيارات عديدة للاستفادة منها تجارياً، إذ أصبحت سوقاً متنامية لزيادة دخل الأفراد الذين يرغبون البدء بأعمال ومشاريع تجارية ناجحة من خلال هذه الوسائل البسيطة والمنتشرة اليوم وبصورة كبيرة إذ لا يخلو بيت منها.
ازدادت المواقع التجارية في “السوشيال ميديا” بصورة متنوعة، فهناك مواقع تختص بالملابس، واخرى بمستحضرات التجميل وغير ذلك، وبالنتيجة هناك إقبال كبير من الجمهور على ما يعرض لهم من السلع والبضائع، الأمر الذي شجّع أصحاب هذه الأعمال على الاستمرار.
“مرايا وهيل”
أصبح العمل الإلكتروني اليوم من المشاريع الناجحة لدى كثير من الشباب والشابات، (زهرة – 26 عاماً) صاحبة موقع الكتروني ناجح على شبكة الانترنيت، وبالأخص على تطبيق (الانستكرام)، خاص بعرض كل ما يهم الفتيات المقبلات على الزواج او التخرج، اكدت قائلة: “منذ الصغر كان شغفي واهتمامي كبيرين جداً بهذا العمل، وكانت بدايتي محددة بأبسط الأمور، وبدائرة الأقارب والأصدقاء فقط، لكن ردود أفعال الناس شجعتني كثيراً على الاستمرار، وايضاً الإشادة والمديح كانا الحافز الذي رغبّني بهذا العمل، فضلا عن الدعم الذي تلقيته من الناس لما أقوم به من أعمال كان تأثيره إيجابياً جداً، إضافة الى أنني لا أعمل بصورة تقليدية، فقد قمت بأعمال جديدة وعملت على إحياء العادات العراقية القديمة لعقد القران، وهي عادات متوارثة منذ أكثر من 100 سنة، لكنها كادت أن تنعدم في الوقت الحاضر، وعملت على إحيائها مثل لبس الأبيض للفتاة أثناء العقد، وبهذه الأثناء تكون بجوارها امرأتان بيديهما (القند) وهو عبارة عن قوالب من السكر، اضافة الى المرايا التي تكون أمامها وبعض حبّات الهيل التي توضع بين أصابعها، وأكيد لا ننسى القرآن الكريم وهو مفتوح على سورة (الفتح)، والـ(قفل) اذ يقفل بالمفتاح بعد جملة (نعم قبلت الزواج)، وعلى الرغم من أنني واجهت الكثير من السلبيات مثل سرقة الأفكار، التعليقات، الكلمات الجارحة، والانتقادات الكثيرة لكنها لن تشكل عائقاً لتحقيق ما أحلم به.”
الهاتف مغلق
لم يقتصر هذا النوع من العمل على فئة الشابات فقط، وانما انضم إليهن الشباب ايضاً في السعي نحو كسب المال بهذه الطريقة. (حسام علي – 25عاماً) صاحب مشروع على شبكة الانترنيت مختص بعرض وبيع الساعات اكد قائلاً: “أكملت دراستي الجامعية إلا أن قلة الوظائف في العراق شجعتني على ايجاد بديل لها، اتجهت الى العمل الالكتروني بعد أن رأيت مشاريع أغلب الشباب الناجحة عبر (بيجات) متخصصة في الدعاية والتسويق لمنتجاتهم، وقد كانت بدايتي بسيطة، لكن بمرور الأيام اتسع المشروع واصبح مصدر رزق مربح بفعل اقبال الزبائن على كل جديد نقدمه لهم فيتعرفون على مواصفاته ويطلبونه الكترونياً ونقوم بإيصاله الى مكان سكنهم، إلا أن من العراقيل التي تواجهنا أن البعض منهم لا يلتزم عند طلب المنتج المسوّق ولا يقومون بتسلمه، ما يرتب علينا خسارة اجرة التوصيل اليهم، وبالتالي عدم بيع هذا المنتج.
تجارة مربحة
(طيبة صلاح – 24 عاماً) فتاة صاحبة موقع الكتروني للتسوق عبر “السوشيال ميديا” اشارت الى أن: ” التسوق الالكتروني يعتبر من المشاريع الناجحة في وقتنا الحاضر، وله مميزات كثيرة شجعت الناس على العمل فيه، منها أنك لا تحتاج الى مكان يزيد من تكاليفك كدفع الإيجار، كذلك لا يتطلب الخروج والاحتكاك بالناس لأن ادارته تتم من داخل البيت، وأكدت أن هذا المشروع مصدر رزق مربح، لأن اكثر الفتيات يتسوقن احتياجاتهن الكترونياً اكثر بكثير من الخروج للسوق، لأنه اصبح أسهل وأسرع وبأقل جهد.”
مصداقية مؤقتة
لم يكن عمل هذه “البيجات” فقط لتسهيل عملية التسوق بصورة ايجابية، بل أن هناك جانباً آخر سلبياً في هذه الصفحات.
(عدنان هاشم -32 عاماً) يحدثنا عن تلك السلبيات فيقول: “لقد واجهتني بعض المواقف من تعاملي مع أحد المواقع الالكترونية التي تعرض البضائع، والتي يكون من ضمن عروضها الإلزام بتوصيل تلك البضائع، ما يجعلني استقبل طلبي مهما كانت النتيجة من سوء في الجودة، ففي أحد الأيام طلبت من “بيج” خاص ببيع الملابس، لكنها كانت المرة الاولى والأخيرة بسبب قلة الجودة وسوء التعامل ايضاً ورفض ارجاع الملابس او استبدالها.
بغداد في الجنوب
(مريم علي) ذات الـ27 ربيعاً، فتاة تسكن في مدينة السماوة، كانت لا تجد اغلب الأشياء التي تفضلها في مدينتها، بالإضافة الى عدم قدرتها على زيارة بغداد بين فترة واخرى، لكن عبر هذه المواقع الالكترونية تمكنت من الحصول على كل ما ينقصها، تقول:”عندما اتصفح هذه البيجات كأنني أسير في أحد اسواق بغداد، لكن عبر الأثير، فهذه الصفحات قللت زياراتي الى بغداد لهدف التسوق، ثم سرعان ما تحول اعتمادي الكامل على هذه المواقع التي اكتشفتها عن طريق الإعلانات الممولة، اضافة الى أن هناك خيارات التوصيل المتاحة الى كافة انحاء العراق، ومن ضمنها خاصية التوصيل الى مدينتي، بالتالي صارت هي الوسيلة الأسهل والأسرع في الحصول على كل ما أحتاجه.
“Expire”
امتلأت اغلب مواقع التواصل الاجتماعي، بصفحات تمتهن البيع وعرض المنتجات لسهولة الطريقة، وتمهيداً لمواصلة مرتادي هذه المواقع لها على مدار الساعة، إلا أن هناك صفحات خطيرة تحاول الكسب بطرق غير مشروعة وتؤذي المواطنين. ام محمد (43 عاماً) تحدثنا عن احد المواقف التي واجهتها مع إحدى هذه الصفحات وتقول: “كنت أعاني من السمنة وقد زاد وزني فوق المعقول، لهذا حاولت أن أجد من يعالج هذه المشكلة، بعدها اوصتني إحدى جاراتي أن ادخل على هذه “البيجات” التي تعرض العديد من الأدوية وأعشاب التنحيف المتنوعة، لم اسأل عن مدى صلاحيتها آنذاك بسبب طريقة عرضهم للمنتَج، وبأنه مجرب 100%، ويعطي مفعوله خلال عدة ايام فقط، ما دفعني لشرائه واستخدامه، لكن بعد عدة ايام تدهورت صحتي ما اضطرني الى أن أذهب الى طبيب مختص.
الدكتور أحمد حسن يؤكد لنا أن “اغلب الأدوية ومنتجات التنحيف، غير خاضعة للرقابة من قبل الوزارات المختصة، فلا رقيب ولا حسيب على تلك المنحِّفات التي تباع بشكل عشوائي، ولا يراعى عند بيعها تقبل جسم الانسان لها، فالهرمونات تختلف من جسم الى آخر، ما يجعل من يتناولها عرضة للإصابة بأمراض سوء التغذية واحياناً الى الموت المفاجئ.”