رسالة الشركاني لـ” الشبكة”: لدينا معلومات تؤكد بيع الإيزيديات المختطفات الى دول أخرى!

عامر جليل ابراهيم – تصوير: حسين طالب/

المأساة التي تعرض لها الإيزيديون على ايدي عناصر تنظيم “داعش” الذي عمل على إبادتهم واستلاب كرامتهم الانسانية، لاسيما النساء، دفعت ناشطات ايزيديات الى العمل التطوعي لفضح جرائم التنظيم الارهابي، والتعريف بقصص النساء اللائي وقعن بأيدي التنظيم الذي مارس ابشع انواع الوحشية بحقهن.

رسالة الشركاني واحدة من ابرز الناشطات في التعريف بجرائم داعش خصوصاً ضد النساء الايزيديات والتي عملت على تأسيس منظمة “الروجا شنكال” لحقوق الانسان التفتها “الشبكة” في هذا الحوار:

عمل المنظمة

تؤكد رسالة الشركاني أن بداية عملهم كمتطوعين كانت بطرق ابواب الناس في المدن والقرى لنطلب المساعدة من ملابس ومبالغ وغيرها, لكي نأخذها الى المخيمات, لكن بعد مدة تعرضنا لعدة مضايقات بسبب عدم وجود صفة رسمية نعمل تحت مظلتها.

وكخطوة اولى تعرفنا على ناجية اسمها “ليلى تعلو” وتكلمنا معها ومع مجموعة من الناجيات ايضا، فاقترحت فكرة انشاء منظمة انسانية مسجلة رسمية تعنى بامور الناجيات, لنتجاوز العراقيل التي كنا نواجهها, فجمعنا الأفكار التي تصب في مساعدة هذا المكون.

ازدادت نشاطاتنا، وعملنا بشكل كبير حتى وصل صيتنا من جنوب العراق الى شماله فكل ناجية تتحرر كانت تأتي للانضمام الينا.

قضية عالمية

وتشير رسالة الى أن قضية الإيزيديات هي قضية عالمية، خاصة النساء منهم, كونهم الضحية الأكبر لجرائم داعش، لذلك قررنا كمجموعة شباب وشابات في سنة 2016 ان نؤسس منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الإيزيديين وبالأخص الناجيات من التنظيم الإرهابي, حيث شاركنا في الكثير من الورش والمهرجانات والمؤتمرات للدفاع عنهم والمطالبة بإعادة تاهيل الناجين من قبضة هذا التنظيم الإرهابي.

انعدام مراكز التأهيل

وتضيف الشركاني: حتى هذه اللحظة لا توجد لهم مراكز شاملة تحتويهم او تؤهلهم فعلى الحكومة ان تهتم اكثر بهذه الشريحة ونقلهم اولا الى مستشفيات خاصة لتجري عليهم فحوصات اولية للتأكد من سلامتهم وعدم اصابتهم بامراض معدية, ليتم بعدها تاهيلهم نفسياً وبدنياً من افكار هذا التنظيم المجرم, ومن ثم تحويلهم الى المخيمات، وبذكر المخيمات أود ان أنوه هنا ومن خلالكم ان بعض الناجين لا يحصلون حتى على خيمة في مخيمات النزوح.

إحصائيات

هنالك اكثر من 6417 مخطوفاً من كلا الجنسين من الإيزيديين، منهم 3312 جرى تحريرهم حسب الاحصائيات الرسمية، والعدد الباقي مصيرهم مجهول، بالاضافة الى المقابر الجماعية. ونحن بدورنا مع باقي المنظمات نحاول تأهيلهم ونوثق صورهم وقصصهم والأحداث التي جرت عليهم اثناء مدة اسرهم من قبل داعش. وبالفعل قمنا بطبع كتابين, الاول هو ( ليلة وليالي الألم), للكاتب خالد تعلولي الذي وثق فيه قصة شقيقته التي وقعت بيد داعش ولمدة 33 شهرا, والثاني هو (قصص جحيم داعش), للكاتب حسين حجي عصمان والذي يحكي قصة ثلاث ناجيات ايزيديات وقعن بيد داعش وتعرضن للاغتصاب.

كما تسعى المنظمة ايضا الى احياء التراث الشعبي للإيزيديين والاحتفاظ بالعادات والتقاليد، ليطلع العالم اجمع على طبيعة الديانة كونها مسالمة ولا تتدخل في اية ديانة اخرى.

امنيات

ونتمنى في المستقبل القريب ان نسلم ادارة المنظمة الى الناجيات فهن افضل من يدرن شؤونهن ويقدنّ بقية النساء فانا كفتاة يشرفني ان تقودني ناجية.
ونطالب المسؤولين في الحكومة ان يزوروا المخيمات وان يتفقدوا اوضاعهم، ليعلموا جيدا ما عانيناه من كارثة انسانية ومأساة حقيقية لـ 3000 آلاف شخص يعتبرون جزءاً من هذا المجتمع.

قلّة التمويل

اما بشأن موضوع التمويل فبالإضافة الى عملي كرئيسة للمنظمة فانا اعمل اعلامية ايضا في احدى المؤسسات، فاقوم باستقطاع جزء من راتبي لأتبرع به للمنظمة وهذا حال اغلب منتسبي المنظمة باستثناء الناجيات.

كما قدمنا مشاريع الى منظمة الامم المتحدة, لفتح مراكز محو الأمية في المخيمات وانشاء مشاريع صغيرة للناجيات لتوفير مصدر عيش لهن ولعوائلهن.
اما بالنسبة لأعضاء المنظمة الرسميين فهم 15 فرداً لكن المتطوعون يفوق عددهم على 50 فرداً، فضلا عن متطوعة من محافظة النجف وشاب من السويد وصحفي من مصر.

وتضيف الشركاني: نحن نركز على المخطوفين، فانا اطالب المجتمع الدولي والحكومة العراقية ان يحققوا في قضية المخطوفين فعندنا معلومات تؤكد بيع عدد من الإيزيديين الذين مازالوا مخطوفين الى دول اخرى، وموجودة لدى المنظمة وثائق وفيديوهات تثبت صحة كلامي. واختم كلامي “داعش لاينتهي بالسلاح وانما بالفكر”.