معرض العراق الأول للبناء والإعمار ..حراك اقتصادي لدفع عجلة التنمية

سرمد رزوقي – تصوير / حسين طالب 

بمشاركة أكثر من أربعين شركة عراقية وعربية ودولية، نظم على أرض معرض بغداد الدولي معرض العراق للبناء والإعمار والاستثمار الدولي الأول، في أول حراك اقتصادي لهذا العام، إذ يتطلع العراق لاستقطاب أهم الشركات العالمية الرصينة المتخصصة في مجال الإعمار والبناء، مع تزايد الطلب المحلي على المشاريع الإسكانية خصوصاً، ويحظى هذا القطاع الحيوي باهتمام الدولة،
ومن هنا تأتي أهمية هذا المعرض الذي تعثرت إقامته مرات عدة بسبب وزارة التجارة، الجهة الراعية للمعرض…
الشركة المنظمة
تقول مدير (شركة الصقر الذهبي) أزهار الجنابي، المنظم الرسمي لهذا المعرض الذي يقام برعاية وزارة التجارة، “إن هذا المعرض يعد أول معرض للبناء والإعمار والاستثمار في البلاد، لجهة حجم المشاركة التي وصلت الى 45 شركة مشاركة، جميعها مهتمة بمشاريع البناء والإعمار ومستلزمات البناء الحديث، انطلاقاً من مبادرات الحكومة الجديدة الواعدة بتقديم أفضل الخدمات في مجال الإعمار والبناء.”
وأشارت الى أن “هنالك شروطاً للمشاركة في المعارض، من ضمنها رصانة الشركة وعدم تعاملها مع الكيان الصهيوني وذات سمعة طيبة، لكن الموضوع لايخلو من صعوبات أولها سمات الدخول الى البلد، إذ أن المعرض تم تأجيله ثلاث مرات بسبب عدم جاهزية سمات الدخول لأفراد الشركات المشاركة، ما أدى الى انسحاب بعض الشركات من المشاركة، التي تمثل دولاً إقليمية، لأنهم من شركات دولية (انترناشيونال)، تهتم بدقة المواعيد، وذلك يصب في جانب الخلل التنظيمي للمعرض، لكننا، كشركة منظمة، مرغمون على التأجيل، لأن الموضوع ليس في أيدينا ولأن موضوع سمات الدخول مهم جداً وكذلك التسهيلات من قبل وزارة التجارة العراقية التي هي راعية للمعارض الدولية وإقامة الحدث.”
وتابعت: “بصفتتنا الشركة المنظمة، ولكون المعرض بوابة اقتصادية، نطالب بالاهتمام بها إذ أن هذه الشركات لا تكلف الدولة أية مصاريف (سفر وإيفاد) وتعرض منتجاتها على أرض عراقية، مع تسهيل الدخول لكي ننعش الاقتصاد العراقي.”
مشاركات عراقية
فيما يقول المهندس صبري عادي صالح، مدير عام الشركة العامة للصناعات الإنشائية، وزارة الصناعة والمعادن: “إن مشاركتنا في المعرض تعطي رسالة واضحة للأسواق المحلية والخارجية عن المنتجات التي تمتاز بها شركتنا، فضلاً عن إمكانية التواصل مع المجتمعين الداخلي والخارجي في أن نعطي نبذه عن منتجات الصناعة الوطنية في العراق.
ونحن نعرض أنواعاً عدة من صناعاتنا: البلاستك والأنابيب البولي أثيلين من قياس 16 ملم الى 1200 ملم، إضافة الى المرشات الزراعية بالتنقيط والمرشات المحورية والمتحركة، كذلك إنشاء البيوت الزراعية بأنواعها كافة بتصنيع متكامل، دون الحاجة الى الأسواق الأخرى.” مبيناً أن “إنتاج الشركات التابعة للوزارة يخضع لفحص المختبرات المعتمدة للتقييس والسيطرة النوعية، كما نعرض أيضا إنتاجنا من الطابوق والبلوك الجاهز ومنتجات الطابوق بكافة أنواعه والثمرستون، إضافة الى ما تمتلكه شركاتنا من خبرة وطواقم فنية راقية تجعلها تنافس المنتجات المحلية والمستوردة، كونها ذات مواصفات راقية، ولدينا أجهزة ومنظومات مستوردة، كما أننا دخلنا فكرة الاستثمار كي نرتقي ونواكب التطور في العالم.”
من جانبه، يقول حسن علي محمد، مدير الإعلام والعلاقات في الشركة العامة للسمنت العراقية – وزارة الصناعة والمعادن، إن “الشركة العامة للإسمنت العراقية من أوائل الشركات في وزارة الصناعة والمعادن المساهمة في جانب الاستثمار والشراكة، ولها أول عقد، ابتداء من معمل كويسة ومن ثم معمل سمنت القائم، وبعدما توزعت كل المعامل أصبح الاستثمار أهم مجال نسعى إليه, ولدينا 18 معملاً متوزعة من البصرة الى الموصل ضمن المنهاج الحكومي والورقة البيضاء، وجميع المعامل تكون تحت الاستثمار إذ أنه يحقق موارد وتشغيل الأيدي العاملة ودفع رواتبهم وتأهيل المعامل بشكل عام وتوفير الطاقة الكهربائية، علما بأن معاملنا متقادمة ومتهالكة منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي، علماً أن وضع الشركة بعد دخول عصابات داعش الإرهابية الى مناطق الرمادي -التي لنا فيها معامل هي القائم وكبيسة والفلوجة- وأيضا في محافظة نينوى لدينا ستة معامل نالها الخراب الناجم من هذه العصابات، والحقيقة كانت نسبة الدمار كبيرة قدرت باكثر من 70% وتصل في بعض المعامل الى 100% وقد أبرمنا ملاحق عقود مع نفس المستثمرين مع عمل بعض التعديلات في العقد ليتلاءم مع الخسائر التي نالت هذه المعامل بعد ما صرفنا عليها، رواتبنا نأخذها من وزارة المالية، إذ أن هناك بعض المعوقات في الشركة بسبب عدم الإيفاء بتقديم الدعم للكهرباء والنفط الأسود لأنه أصبح بسعر 250 ديناراً للتر الواحد بعد ما كان 150 ديناراً وهنالك مطالبات ومناشدات بهذا الموضوع لإعادة السعر، فقد تسبب في زيادة الكلف، وهذا يؤدي الى خسارة للشركة مستقبلاً.”
شركات التجارة
وكانت لوزارة التجارة العراقية حصة بالمشاركة في المعرض متمثلة بالشركة العامة لتجارة المواد الإنشائية، إذ يقول مديرها عمار حسان: “لدينا مواد استيرادية ضمن المواصفات القياسية العالمية وبأسعار تنافسية، مشاركتنا في معرض العراق للبناء والاعمار والاستثمار الدولي الغرض منها الترويج للمواد الموجودة، التي تتعامل بها الشركة، وحققت هذه المشاركة إنجازاً للشركة من خلال التعريف بالمواد المنتجة، كما حققنا مبيعات جيدة خلال اليوم الأول لافتتاح هذا المعرض وأكثر المواطنين والشركات المشاركة الذين زاروا المعرض اطلعوا على المواد التي تمت المشاركة بها وأبدوا إعجابهم بمنتجات الشركة.”
وبين أن “عملهم يخضع إلى ضوابط وتعليمات، إذ أن المواد لا تدخل الى خطوط الانتاج إلا اذا كانت لها شهادة فحص من المناشئ العالمية، وبعد ان تدخل الى البلد تخضع الى الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، لذلك عندما تكون المواد الأولية ضمن المواصفات فإن المنتج يكون ذا جودة. المواد الموجودة حاليا في الأسواق المحلية غير خاضعة للفحص، وهذا ما جعل المواطن يبحث على سعر رخيص بدون النظر الى الجودة والنوعية، لذلك صار هنالك حاجز بين ما موجود وما مطروح في الأسواق المحلية.”
وأشار الى أن “المعرض يمثل فرصة للترويج لمنتجاتنا إذ أن اكثر المواطنين -بوجود السوشيل ميديا- اختلط عليهم الموضوع ولم تصبح ليديهم دراية بما تقدمه او تنتجه شركات الدولة وما متوفر في المخازن، لكن بعد هذا المعرض أصبح هنالك إقبال من قبل المواطنين على منتجاتنا وحققنا نسبة مبيعات لا بأس بها.”
مشاركات عربية ودولية
من ناحية أخرى، يقول رئيس مجلس إدارة شركة (فالكون مصر) ابراهيم الدسوقي: “اتسم معرض العراق بالتنظيم الجيد من حيث المساحات المناسبة لكل العارضين وبالتعاون من قبل المسؤولين عن التنظيم في توفير كل احتياجات أصحاب الشركات، وأيضًا أهم مايميز المعرض هو اهتمام الحكومة العراقية بتوفير كافة السبل لخروج المعرض فى أفضل صورة.”
وأشار الى أن “المعرض وفر لنا مساحة جديدة من التعاون مع شركات أخرى وبناء علاقات جديدة مثمرة ستضيف الي رصيد الشركة، وأيضًا فتح مجالات جديدة لنا في العراق, نحن نرحب بأية مشاركات جديدة مقبلة في العراق الشقيق، إذ أنها فرصة جيدة للشركة علي كل المستويات.”