مواطنو الإقليم: الحظر الجزئي أنعش الحياة وأغاث الناس

#خليك_بالبيت

ضحى مجيد سعيد /

ما يزال فايروس كورونا يهدّد حياة البشر ومقدراتهم في أرجاء المعمورة كافة، وفي العراق تتواصل الجهود الطبية لصد هجمات الوباء، أعداد المصابين تفاوتت من مدينة إلى أخرى، إقليم كردستان العراق انحسرت فيه أعداد الإصابات في الآونة الأخيرة ما دفع السلطات في الإقليم إلى الانتقال من حظر التجوال الكلي إلى الحظر الجزئي في شهر رمضان المنصرم.
أوجد هذا الانتقال تفاؤلاً لدى المواطنين باقتراب عودة الحياة الطبيعية حتى وإن كان بشكل جزئي، وعلى الرغم من استمرار إجراءات الوقاية المفروضة لمواجهة جائحة كورونا، إلا أن أغلب الأسواق عادت لتفتح محالها من جديد، وعادت حركة التسوق بشكل تدريجي ما أسهم في التأثير بنحو إيجابي على حياة الأسر وفسح المجال لأصحاب الدخل المحدود في ممارسة أعمالهم وكسب الرزق لعائلاتهم.
الهاتف وسيلة التواصل
في ظل التأثيرات السلبية المستمرة لفيروس كورونا على حياة الناس حاولت مجلة الشبكة العراقية تسليط الضوء على طرق مواجهة المواطنين لهذه الظروف، التقينا السيدة حنان نوري القاضي أستاذة في معهد الفنون الجميلة، التي قالت: إنّ الهاتف المحمول بات بديلاً للتواصل الاجتماعي المباشر في ظل إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وإن أفراد أسرتها لا يخرجون من المنزل الا للضرورة القصوى وأيضا لتلبية متطلبات التسوق، مشيرة إلى أنّ عائلتها نظرا لاستمرار هذه الإجراءات أصيبت بالملل والشعور بالاكتئاب أحياناً، لكن الالتزام بالإرشادات واجب من أجل السلامة العامة، وأردفت قائلة إنّ التكنولوجيا سهلت أموراً كثيرة في مجالات العمل من جهة وفي مجالات التواصل والاطمئنان على الأقارب من جهة أخرى، وجواباً عن سؤالنا عن تأثير الجائحة والحظر الجزئي على حركة العمل قالت القاضي: إنّ توقف حركة العمل أوجد تأثيرات سلبية في إمكانية المواطن في الاستمرار بعمله وفي الحصول على المال لتلبية احتياجاته اليومية، وربما من تأثر بشكل أكبر على حد قولها هم أولئك المطالبون بدفع مبالغ بدلات إيجار السكن فضلاً عن الأمور الأخرى من متطلبات المنزل اليومية والمعيشة ونفقات الكهرباء.
المطالبة بتقليل ساعات الحظر
ومن أجل معرفة آراء ربات المنازل في ما يتعلق بإجراءات الحظر وتأثيرها في الحياة الأسرية التقينا أم ناهد التي قالت: إنّ أسرتها تحاول جهد المستطاع الالتزام بالتباعد الاجتماعي بعدم الاختلاط والابتعاد عن التجمعات، وهذا الأمر تسبّب بملل لدى أفراد الأسرة، وتؤكد أنّ حظر التجوال الجزئي أعطى مساحة لرب الأسرة في مزاولة عمله من جديد وكسب الرزق للعائلة، مطالبة بضرورة تقليل ساعات الحظر بسبب الظروف المعاشية الصعبة على حد تعبيرها.
الحظر والإيجار
وللاطلاع على آراء أصحاب المتاجر والمحال بشأن الوضع الراهن وإجراءات الحظر الجزئي التقينا أبو حسين صاحب متجر لبيع الحلويات، سألناه كيف انعكست إجراءات الحظر على حياته وحياة أسرته، فأجاب: إن هذه الإجراءات أدّت إلى خسارته ماديا، مشيرا إلى أنّه لم يتمكن من دفع بدل إيجار المحل ودفع مرتبات العمال، مؤكداً أنّ بعض أصحاب العمارات لا يقدّرون الظروف الراهنة ويطالبون بالإيجار كاملاً غير منقوص، واستدرك أبو حسين أنّ حظر التجوال الجزئي ساعد على عودة العمل، لكنّ حركة الناس ما تزال حذرة وعليه فما تزال العوائد المادية من العمل غير كافية لتغطية النفقات بالنسبة إلى متجره ومرتبات العاملين فيه، لكنّه أكد أن الحظر الجزئي أفضل من الحظر الشامل بكل الأحوال ويساعد على مواجهة التحديات الاقتصادية للأسرة.
الالتزام بالإرشادات
المؤسّسة الطبية في الإقليم حذّرت من موجة ثانية لفايروس كورونا وطالبت المواطنين بالالتزام بإرشادات الوقاية وعدم التهاون، وما لبث انحسار أعداد المصابين حتى عادت الإصابات بفايروس كورونا من جديد في محافظات أربيل والسليمانية ودهوك، خلية الأزمة في الإقليم فرضت حظر التجوال الشامل في عطلة عيد الفطر في محاولة لمنع أي تجمعات خشية انتشار الوباء، وأكدت أن إجراءات الحظر الشامل ستستمر أيام العيد الثلاثة فقط نافية استمرار الحظر الشامل لفترة جديدة، ويبدو أنّ السلطات ستعتمد في الفترة القادمة على تطبيق الحظر الجزئي لمراعاة ظروف المواطنين من جانب ولتسيير الأعمال داخل المحافظات من جانب آخر.

النسخة الألكترونية من العدد 360

“أون لآين -3-”