احمد سلمان: اهداني فريد الاطرش لحنا فرفضته!

 احمد سميسم/

رائد الأغنية السياحية في العراق بلا منازع، بدأ مشواره الفني منذ عام 1948 وقدم نحو 500 أغنية تغنت بحب الوطن وصروحه المختلفة، حاز على لقب مطرب السياحة الأول لدوره في إثراء الساحة الغنائية بعطائه الزاخر المتميز عن الألوان الغنائية الأخرى
جاب معظم الدول العربية والأوروبية حاملا على كتفه أرث واصالة بلد الرافدين من خلال أغانيه الجميلة، لم يأخذ لحنا واحدا فقد لحن جميع اغانيه بنفسه، معتقدا ان الأغنية السياحية ليس مشروعا ربحيا، بل نابعة من الوجدان وحب الوطن، برغم تجاوز عمره الثمانين عاما، ما زال عطاؤه متجددا لا ينضب.

بدايات

في العام 1948 وجد الفنان نفسه بين فطاحل الغناء آنذاك امثال المطرب داخل حسن، وحضيري ابو عزيز، ورضا علي وأخرين، فحاول ان يتميز بلون غنائي معين لكي يثبت حضوره وجدارته بين هؤلاء الفنانين الكبار، فتخصص بالإغنية السياحية وانفرد بهذا اللون الغنائي، إذ لم يؤد احد من قبل الأغنية السياحية لذا تميز بها وكان صدى النجاح واضحا محليا وعربيا من خلال جولاته في معظم الدول العربية والأوروبية خلال فترة الستينات والسبعينات، وفي عام 1955 قدم أول اغنية سياحية هي (يلا ويانا للمصيف يلا) كانت ضمن فيلم انتجته شركة نفط العراق شعبة الأفلام السينمائية في ذلك الوقت.

أهمية الأغنية السياحية

وعن الأغنية السياحية واهميتها يقول الفنان احمد سلمان ان الأغنية السياحية لم تندثر، بل ما زالت موجودة وراسخة في أذهان الجمهور ما دام هنالك نفس باق في احمد سلمان، كما يذكر سجلت مؤخرا أغاني عن سحر الأهوار قبل ادراجها على لائحة التراث العالمي، وايضا اغنية عن مدينة الكرادة الجميلة وعن النازحين، لكن هذه الأغاني لم تر النور حتى الان برغم مناشدتي المستمرة والمتابعة مع الأخوة والزملاء في شبكة الإعلام العراقي لبث هذه الاغاني مجانا مقابل حبي لوطني وانتمائي له.

يؤكد الفنان احمد سلمان خلال حديثه ان الأغنية السياحية تعد أغنية وطنية ايضا، فعندما أغني عن المصايف مثلا أو عن حمام العليل أو عن أم الربيعين هذا يعني اني اغني للعراق ككل بكل طوائفه ومسمياته، وتختلف ايضا الأغنية السياحية عن سواها من الأغاني إذ انها غير ربحية أو تجارية ولا يحبذها المطربون وكتابها، لانها لا تغنى في اي مناسبة أو اي وقت، بل لها اجواؤها وطقوسها ومناسبتها، فضلا عن هذا منذ عام 1948 لم يظهر مطرب للأغنية السياحية سواي، وهذا يجعل على عاتقي مسؤولية كبيرة في تطوير وتنشيط هذا اللون الغنائي.

فريد الاطرش

مواقف لا تنسى استذكرها الفنان احمد سلمان مع الفنانين العرب ممن عاصرهم كالفنان الكبير الموسيقار فريد الأطرش عندما التقيا في الكويت حيث ابهر الفنان فريد الأطرش بإدائه وصوته الشجي، خاصة في أغنية (ميك يا دجلة شحلو) عندها أراد الاطرش ان يهدي سلمان لحنا لكن الأخير لم يوافق متمسكا بألحانه وقدراته اللحنية.

الشهرة

لكل فنان عمل اشتهر به واوصله الى القمة، فشهرة الفنان احمد سلمان على حد قوله كانت من خلال اغنية (ميك يا دجلة) التي سجلت نهاية الستينات وما زالت عالقة في ذاكرة الجمهور واصبحت بصمة مميزة، فضلا عن أغنية (العراق للعراقيين لا تفرقة بالدين) التي تميزت بطابعها الوطني وهي أول اغنية وطنية ليست (سياحية) غناها سلمان كان ذلك في عام 2005.

أمنيات ومناشدات

الفنان احمد سلمان ناشد من خلال (مجلة الشبكة) الجهات المعنية في الإذاعة والتلفزيون الاهتمام به معنويا وبث اغانيه اسوة بزملائه الفنانين والأهتمام بالأغنية السياحية الخالدة، مؤكدا امتلاكه العشرات من الأغاني الجديدة الوطنية بانتظار بثها في التلفزيون ومن دون مقابل حبا بوطنه واعلاء للعمل الفني الرصين.