السيناريست ضياء سالم : نحتاج الى قديسين كي يرتقوا بالدراما العراقية

كنان ابراهيم/

ضياء سالم كاتب قصة وممثل مسرحي حصد العديد من الجوائز في هذه الميادين، لكنه يعد اليوم من كتاب سيناريو الدراما البارزين، إذ كتب العديد من المسلسلات العراقية والعربية، مثل (الحلم) و(حكاية مثل) ومسلسل (حب في قرية) و(سامكو) وكان آخر ما كتبه هو مسلسل (قنبر علي) الذي عرض على قناة العراقية واثار ضجة كبيرة في الوسطين الفني والأدبي. هذا فضلا عن كتابته للعديد من الأفلام الوثائقية.
في هذا الحوار يتحدث لنا السيناريست ضياء سالم عن هموم الكتابة وتراجع الانتاج الدرامي وسوء التخطيط وعن “رأس المال الجبان” في مجال الانتاج التلفزيوني.
*كتبت العديد من السيناريوهات بعضها انتج ولكن لم تسوق هذه الأعمال خارج العراق.. مسؤولية من هذه برأيك؟
-سأقول لك بصراحة أولاَ نحن بحاجة الى قديسين كي يرتقوا بالدراما العراقية في ظل غياب الوعي وانحطاط الذائقة؟ أي ذائقة المنتج في تسويق العمل الدرامي، وهي تكمن في اشياء عديدة أولها المحسوبية والفساد وثانيها الخيارات المطروحة؟ كيف لنا ان نبني سلما ونتسلقه درجة درجة؟ هنا في العراق الجديد لاتوجد موازين لذا اختلط الأمر وضاعت المفاهيم ومن غير الممكن ان نسوق أعمالنا الا اذا تخلينا عن مفهوم الآخر بوصفه عوقاً.
*قيل والعهدة على القائل ان مسلسل سامكو الذي كتبته وأنتجته العراقية كانت فيه أخطاء في المعلومات كيف تفسر ذلك؟
انا كتبت أعمالا كثيرة لها علاقة مباشرة بحقبة الدكتاتورية ومن ضمنها مسلسل سامكو، ولا اعتقد ان هناك خللا في البنية التأريخية كونها بنية معاصرة، وكوني معاصرا لما حدث من فاجعة وكنت اعيش تفاصيلها يوميا إذ أنني لم اغادر هذا البلد وعشت الحصار بكل تفاصيله ولم اغفل لحظة واحدة عن مسمى الجوع ولم اترك شاردة أو واردة إلا وكتبتها، لكن الانتاج لعب لعبة وضيعة وصار هذا الخلل.
*ما رأيك في الانتاج الدرامي العراقي وهل تتوقع عودته الى الشاشة بعد هذه الأزمة؟
شبكة الاعلام العراقي الآن عاطلة تماماَ وقد سمعت في اروقة الشبكة عن مشروع للانتاج وكان مضحكا حد البكاء لانها أي الشبكة ليست لديها مفاهيم استراتيجية في نقل محتوى البث؟ اي قنوات الاتصال الدرامي وهي عاجزة، بل لا تعرف ما شروط العمل الدرامي؟ هل يعقل، مثلا، ان ينجز عمل في 30 حلقة تلفزيونية بـ 40 مليون دينار وهو أجر الكاتب أو أقل في الشركات؟ كيف لهذا المشروع ان يمر ومن هي هذه الشركات؟ سؤال يجر آخر حتى نصل الى معضلة التقشف؟ في كل العالم هناك مراكز دراسات وبحوث في تطوير الدراما, ونحن نخصص مبالغ للاعلان تفوق الميزانيات المقررة للدراما الآن؟ كيف لكم ان تصنعوا اعلاماً مغايراً في هذا البؤس اللامدروس؟
*في مصر وسوريا هناك كتاب سيناريو اصبحوا مشهورين لماذا ليس لدينا مثل هؤلاء أو هل لدينا مثل هؤلاء؟
في مصر أو سوريا أو في هوليوود السينارست يكتب عملا واحدا يعيش مرفها سنوات طويلة لانه قيمة عليا. في العراق شبح الفاقة يسيطر على الحواس بدءا من المنتج وهو اداة الجشع الأولى في تردي العمل التلفزيوني وانتهاءَ بالفساد الاداري؟ لا ادري كيف لنا الحق في ان نصرخ أو نحاكم هؤلاء وهم رأسمال الجبان الذي يتحكم في مقدرات قوتنا اليومي.
*ماذا تكتب اليوم.. هل من سيناريو جديد للدراما العراقية؟
لدي ثلاثة مسلسلات في رفوف العراقية لانني اكتب عن الوجع العراقي ولا توجد قناة عراقية تستهويها كتاباتي، سوى العراقية لانني ابن الوجع العراقي، لدي الآن عمل تلفزيوني جديد افكر في كتابته وسط هذا القحط اسمه «حياة مستعملة» ولدي مسرحية جديدة اتناول فيها حياة ما بعد المستقبل اسمها «خارج العدم» بعد ان ايقنت اننا كائنات قابلة للانقراض.