الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تجسيد الفولكلور العراقي بأبهى الصور

احمد سميسم/

منذ تأسيسها عام 1971 عملت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية على تجسيد وإبراز الفلكلور العراقي والموروثات والتراث الشعبي القديم، فضلا عن إهتمامها بالأزياء المستوحاة من التراث العراقي عبر ترجمتها الى حركات ورقصات رشيقة جذابة تحاكي مشاعر الجمهور وأحاسيسهم وتوفر المتعة والرقي.
حققت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، طوال ستة عقود، حضورا عالميا، وكانت العلامة الفارقة في أي مهرجان عربي أو عالمي، حتى أنها زارت أكثر من 60 دولة قدمت خلالها مئات العروض التي حظيت بإعجاب جماهيري منقطع النظير.
في عروضها الأخيرة بمهرجان(القرين) الثقافي الدولي في الكويت، لفتت الفرقة انتباه الجميع لما قدمته من لوحات غاية في الروعة والجمال، أعادت الى الأذهان ايامها الذهبية في عقد السبعينات وماتلاه. لكن الفرقة العريقة تواجه اليوم الكثير من المعوقات ماجعلها في حالة انكماش وسبات على مدى سنوات عجاف انعكس في غيابها عن المشهد الثقافي العراقي.
جهود ذاتية
في حوار أجرته «الشبكة» يؤكد مدير الفرقة الفنان فؤاد ذنون بمرارة أنه منذ تسلمه مهام مدير الفرقة في عام 1971 وهو يحمل فوق كتفه مسؤولية كبيرة في إعلاء شأن الفلكلور العراقي بين الدول العربية والأجنبية والتعريف بحضارة العراق وما يحمله هذا البلد من موروثات فنية تناقلت عبر الأجيال فكانت دروسا الهمتنا المعرفة والفكر. وقال لقد عبرنا بهذه الفرقة الى دول عديدة عربية وأجنبية وقدمنا عروضا على أشهر المسارح العالمية ومثلنا العراق في محافل فنية كثيرة يشار لها بالبنان كالرقصات واللوحات الفلكلورية المستوحاة من التراث العراقي الأصيل ولوحات وطنية استعراضية والأوبريتات، ما أهل الفرقة للفوز بجوائز عديدة في المهرجانات العربية والعالمية.
ولفت ذنون الى أن “الفرقة شاركت في الأسابيع الثقافية العراقية في الدول العربية” و“حازت على جوائز متقدمة في مهرجان أغريجينتو الذهبي على الجائزة الأولى في العالم سنة 1982”.
وناشد ذنون من خلال مجلة «الشبكة» المعنيين بالاهتمام بالشأن الثقافي والرقي بالفلكلور العراقي لأنه أساس الشعوب وحاضر الأمم.
وأشار ذنون الى مشاركة الفرقة القومية للفنون الشعبية مؤخرا في مهرجان (القرين) الثقافي الدولي في الكويت بعد قطيعة فنية لربع قرن تقريبا، كان ذلك أيضا بجهود ذاتية وشخصية من خلال علاقتنا مع بعض الدول المجاورة،
قلة الدعم
من جهتها قالت مدربة الفرقة ومصممة الأزياء واللوحات الفنية الفنانة الرائدة هناء عبد الله: مازلت أقدم عطائي الفني في تدريب أعضاء الفرقة الوطنية للفنون الشعبية منذ ستينات القرن الماضي عندما كانت تسمى (فرقة الرشيد للفنون) أسسها الراحل الفنان حقي الشبلي، وتتلمذت على أيدي خبراء أكفاء كانت من بينهم الخبيرة الروسية في الرقص والبالية (قمر خانم) حيث اكتسبت منها الكثير.
في الوقت الحاضر واجهنا صعوبات عديدة في النهوض بواقع الفنون الشعبية العراقية وقلة الدعم والاهتمام، لذا هجر الكثير من العناصر الكفوءة ومن كلا الجنسين الفرقة بسبب قلة الدعم المادي.
مسوحات تراثية
من جانبه أوضح مدرب اللياقة البدنية في الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الفنان عادل لعيبي بأن جميع أعضاء الفرقة يعملون بجهود مضنية من أجل الإرتقاء بهذا الفن الأصيل، كما استطاعت الفرقة المتمثلة بمديرها الفنان فؤاد ذنون أن تجري مسوحات تراثية فلكلورية في جميع مناطق العراق شمالا وجنوبا ووسطا وغربا فضلا عن مناطق البادية العراقية لنقل اللوحات والرقصات الفلكورية العراقية من مختلف المناطق.
وطالب لعيبي الجهات الحكومية الرسمية بإلتفاتة لرعاية هذا الفن الذي رفع اسم العراق عاليا في كثير من المحافل الفنية.