ماذا يقول الشباب؟

جمعة اللامي

594

” قاتل الله الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله”

( حديث شريف )

” ومن شرّ حاسد إذا حسد”. هكذا يرد تأكيد وجود الحسد والحُساد في المصحف الشريف. وتكفي هذه الشهادة لكي تحثّنا على معرفة الحسد من الناحية العلمية، وتفهم وضع الحاسد من الناحية الاجتماعية والنفسية. ونقول ابتداءً، إن كثيراً من الموضوعات الاجتماعية، وردت في المدونات الدينية، ولم تستطع الأديان على اختلافها، من إيجاد حلول لها، بينما العلم الحديث، لاسيما بواسطة علم النفس، اعتبرها داءً له دواء، بل أدوية.

ولم يكن هذا معروفاً لدى العرب، في أيام الشاعر “المُقَنَّع الكندي” الذي هو: محمد بن ظفر بن عُمير بن شمر، المشهور بجمال وجهه، والذي عاش في أيام الدولة الأموية. فهو يَتَقَنّع إذا ما خرج من داره، فإذا ما نزع قناعه، أصابه مرض وعلّه. لكنه مع هذا الداء، كان غاية في الكرم، وكان يستدين لكي يسدّ حاجات أهله وعشيرته.

والشعراء غالباً ما يحسد بعضهم بعضاً، بل يصل الحسد عندهم إلى مستوى العداوة والتباغض. ولا تحسبنَّ حالة التباغض والتشاتم بين الشاعرين المعروفين، الفرزدق وجرير، حسداً في حسد، بل أنها تعود إلى حالة “التقلّب” في الهوى. فقد كان جرير من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب، وحدث أن جريراً وُجِد ذات يوم سكراناً، وكان قرار الإمام عليّ، أنه يتوجب جلده بعدد الجلدات المعروفة في هذا الباب. غير أن الأمر كبر على جرير، فقصد معسكر معاوية بالشام، واخذ يهجو الفرزدق.

وفي أية بيئة عربية معاصرة مكان لشعراء متخاصمين. وفي الأغلب فإن هؤلاء الشعراء يختلفون ويتهاجون، بناء على موقف النظام في كل بلد عربي، بل أن عددا منهم يذهب الى “تجهيز” قصيدة مناسبة، في حال تغير حاكم ذلك النظام، ليضمن له مقعدا خاصا به في قائمة متملقي حاكم ذلك النظام.

والآن، أعزائي قراء هذا المقال، لا سيما الشباب منكم: هل أن الشريف الرضي، شاعر ينتمي الى هذا النمط من الشعراء العرب والمسلمين؟ وهل أن الشاعرين الألمانيين غوتة وتشيار، من “ثقافة” هؤلاء الشعراء العرب والمسلمين؟