محمد بن عبد الله!

75

جمعة اللامي/

ما تفوه به ذلك العسكري الأمريكي – ولا أريد الإشارة إليه باسمه – ضد الإسلام ليس جديداً، وهو سوف يستمر ما دام الإنسان على سطح هذه البسيطة الموعودة بعملية العهن المنفوش، بعدما خبره المسلمون بعد الإسلام مباشرة، في مركز مكة وشعابها، وحيثما امتد المسلمون مجادلين بالتي هي أحسن، آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر.
“إن ما لا نعرف من الغيب، أبعد في حياتنا النفسية مدىً، مما نعرف من العلم”
(محمد حسين هيكل)
وشتْم الرسول محمد (عليه وعلى آله وصحبه الأخيار الصلاة والسلام)، سُنة الطاغوت منذ أبينا آدم، في تشويه سمعة كل نبي رسول، والإساءة إلى رسالته وأهله، والتآمر على حياته، أو قتله. كما يرد ذلك علناً في الذكر الحكيم. والذين يسبون الرسول الكريم في وسائل الإعلام الغربية، هم قمة جبل الجهل وتطليق العقل، لأنهم لا يصمدون لحظة واحدة أمام منطق إله محمد، الله الواحد الأحد، الذي يأتي بالشمس من مشرقها، ولو يشاء الله تعالى لجاء بالشمس، بل بالكواكب كلها، من حيث يريد هو، لا من حيث يرغب البشر، او جنرالات الغرب، ذلك -تعالى شأنه- هو إله محمد. لكن (إله) ذلك العسكري الغربي، لا يستطيع أن يخلق بعوضة، بل إن كل مساعديه، من الظاهرين أو المستترين، لا يقدرون على تقديم وصف -نعم مجرد وصف- لجفن عين بعوضة!
وإذا ما رجعنا إلى منطق القرآن الكريم، في الجدل والحوار، فسنقول لذلك الجاهل: “ليأت (إلهك) بالشمس من جهة المغرب” وهو سَيبهت، كما بُهِتَ غيره من طواغيت الأمم البائدة، بينما بقي إله محمد، تقدست أسماؤه، مالك الملك الحي الخالد المُهيمن. ويرينا هذا الحوار -كما يعرض له القرآن الكريم – أن مجابهة (إله) الجنرال الغربي، والجنرال المستنسخ ذاته، تكون بالعقل والحوار والبينة والعلة، والدعوة إلى كلمة سواء. وهذه هي مهمة الراسخين في العلم الذين كانوا علامات بارزة في تاريخ الإسلام. وهي أيضاً واجب وحق أهل الكلمة الشريفة من أهل البيان العرب والمسلمين في أيامنا الحاضرة، كما كانت هي امتيازهم في السنوات المئة الماضية.
نطرح في هذه الخطبة أسماء مثقفين عرب دارت بهم الأيام والليالي بين مدارس الفكر، ثم وجدوا أنفسهم في كنف العقل الإسلامي، فقدموا نصوصاً مكتوبة ترتقي إلى مستوى المهام التي اختيروا لها. ومن هؤلاء، محمد حسين هيكل، في كتابه (حياة محمد)، والعقاد في (عبقرية محمد) وطه حسين في (إسلامياته)، وعزيز السيد جاسم في (عرفانياته)، ومالك بن نبي في (إشراقياته)، وغير هؤلاء كثر، كما يعرف ذلك المعنيون بدراسة الفكر الإسلامي.
وهؤلاء ينبغي أن تباح أمام أحفادهم حرية التفكير والحركة.