وا مهاتيراه

985

نرمين  المفتي /

استمعت الى محاضرة لمهاتير محمد ، الرجل الذي جعل من ماليزيا واحدة من اقوى الاقتصاديات العالمية و دولة متطورة تنافس جامعاتها علميا افضل جامعات العالم..

ماليزيا دولة متعددة الاعراق و الديانات و تركها الاحتلال البريطاني واحدة من افقر دول العالم، و حين اصبح مهاتير القادم من اسرة فقيرة رئيسا للوزراء في تموز 1981، كان 52% من سكانها تحت خط الفقر و نسبة اكبر كانت تعاني الامية وكان دخل الفرد الذي يقدر ان يعيش 1000 دولار في السنة وكان الجميع متفرقين عرقيا و دينيا وتعاني اكبر نسبة طلاق قي منطقتها ( شرق أسيا).

و قرر مهاتير ان يصنع دولة حقيقية و بدأ من محاضرات تكرس الانتماء الماليزي بغض النظر عن العرق و الدين و بدأ يعمل ليل نهار محاربا الفساد،وخلال 15 سنة فقط، اصبحت ماليزيا دولة قوية اقتصاديا و اصبح دخل الفرد السنوي فيها 35 الف دولار و تدنت نسبتي الطلاق و الامية الى الاقل عالميا.. وهو يحاضر في التسعين من عمره، قال انه ما يزال يحلم ان يرى ماليزيا اقوى مما عليها الان..15 سنة مثل ومضة في التاريخ، حول فيها مهاتير بلده الذي يحب الى دولة يٌحتذى في التطور والتسامح و عدم التهادن مع الفساد..و 13 سنة، ايضا مثل ومضة، كانت تكفي لبناء العراق الذي حلمنا به، لولا ان من بين الذين وضعوا افتراضا اسس العراق ( الجديد ) لايحبوننا ولا يحبون العراق و كان طموحهم و ما يزال ان يسرقوا و ينهبوا و يفسدوا غير مبالين بنا..
قال مهاتير انه في بداية عمله ، كانت ماليزيا بحاجة الى مال و تفاوض مع البنك الدولي و اكتشف ان القرض سيؤدي الى افقار بلده و رهن مستقبله، فقرر العمل بالممكن، و الجماعة في العراق بعد ان تسببوا بوصوله الى ما هو عليه الان ، تفاوضت مع البنك الدولي غير مبالين ان يرهنوا مستقبل الاجيال القادمة به و ليستمر العراق فقيرا ومتخلفا..

في الوقت نفسه قرأت خبر حريق في وزارة الصناعة بسبب ( تماس كهربائي ) و استنادا الى التقارير الصحفية ، فانه الحريق رقم 18 في الوزارة و للسبب نفسه و غالبا كانت الحرائق تأتي على اقسام العقود، و هناك وزارات اخرى و اقسام العقود بها خاصة على مدى السنوات التي مرت، تسبب ( التماس الكهربائي ) باحراقها رغم عدم توفر الكهرباء دائما.. لو كان التحقيق جادا في اول حريق ، لما استمرت الحرائق.. في لقاء متلفز قال عباس الاسدي ( المفتش العام السابق لوزراة الصناعة ) مشيرا الى حريق سابق تم اتهام التماس الكهربائي باشعاله و كانت نقاط الكهرباء سليمة في موقع الحريق الذي كان قد بدأ من وسط المكان.. لو كان لدينا ( مهاتيرنا ) لكان حقق بنفسه.

ان بناء دولة، اي دولة ، لا يحتاج الى كتل سياسية متناحرة و لا تتحد الا لأجل مصالحها و التي تتنافى مع مصلحة البلد و الشعب و لا يحتاج الى رجال ينصبون انفسهم حماة لقيم لم تعد موجودة، انما نسأل هل نجد مهاتيرا بيننا..