الأمراض غير الانتقالية.. خطر يداهم المجتمع

148

طه حسين – تصوير: صباح الامارة /

يمكنك تجنبها من خلال تطبيق المثل الشائع (الوقاية خير من العلاج)، فهي أمراض فتاكة تخفي أنيابها بين جنبات الموت، كونها مسؤولة عن وفاة أكثر من 43 مليون إنسان سنوياً. سميت بالمزمنة وغير الانتقالية وغير السارية، أسماء أعطت نمطاً مغايراً لما تخفيه هذه الأمراض من خطر يتربص بمستقبل البشرية جمعاء على هامش موتمر.
من بينها أمراض السرطان والسكر وضغط الدم التي أصبحت أعداد الإصابة بها تتزايد يوماً بعد يوم وتصيب جميع الفئات العمرية كالشباب وصغار السن إضافة الى المسنين.
إهمال كبير
المواطن (أنور عباس الزيدي) ناشد من خلال “مجلة الشبكة” القائمين على وزارة الصحة بضرورة الالتفات الى المصابين بالأمراض المزمنة غير الانتقالية، بتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم، ولاسيما أن غالبية المصابين بهذه الأمراض هم من الناس الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين لايملكون المال الكافي لتلقي العلاج بالصورة الصحيحة، مشيراً الى أن غياب الاهتمام والرعاية الطبية والعوز المادي يسهم في تفاقم تلك الأمراض والأعراض الناتجة عنها بالشكل الذي لا يمكن السيطرة عليه او الاستفادة من العلاجات المقدمة، كونها تأتي متأخرة.
غياب الحلول
المواطن (سلام كريم الحمداني) قال إنه يعاني من مرض السرطان منذ ما يقارب التسعة أشهر الماضية، مبيناً أنه وعلى الرغم من اكتشافه للمرض مبكراً وقبل تفشيه، إلا أن نوعية الإصابة التي طالت جزءاً من الكبد زادت في صعوبة العلاج وتكلفته المادية، لافتاً الى أنه وبعد مراجعات عديدة لأطباء اختصاص في هذا المجال، اقترحوا عليه أن يواصل علاجه خارج البلاد، وبالتحديد في الهند التي تعد واحدة من الدول الرائدة في مجال تقديم العلاج لمرضى الأمراض السرطانية، مبيناً أن العلاج خارج البلاد كلفه مبالغ مادية طائلة.
برامج واسعة
مدير قسم العلاقات والإعلام في الوزارة الدكتور (سيف البدر)، في تصريح لـ “مجلة الشبكة”، أوضح أن انشغال العالم في مكافحة انتشار وآثار مرض كورونا أثر بشكل كبير على الاهتمام بباقي آثار الأمراض الأخرى غير الانتقالية كأمراض القلب والسكر والضغط والسرطان والتعريف بأخطارها، ولاسيما أن أكثر من نصف الوفيات في العالم، وفي العراق خصوصاً، تكون بسبب هذه الأمراض. مشيراً الى أن وعي المواطن بخطورة هذه الأمراض وضرورة العمل على الكشف عنها مبكراً ومعالجتها وهي في مراحلها الأولية، يسهل علاجها بشكل أسرع وأكثر فعالية قبل أن يتفاقم المرض وينتشر، وتكون طرق معالجته صعبة او مستحيلة. داعياً القنوات الإعلامية الى ضرورة التعاون مع الوزارة والمنظمات والجهات العاملة على مكافحة هذه الأمراض من خلال نشر الوعي الصحي المتعلق بتطبيق نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة اليومية والابتعاد عن مسببات الأمراض الرئيسة كالتدخين وتناول المشروبات الكحولية وغيرها، إضافة الى التعريف بطرق الكشف المبكر عن تلك الأمراض وطرق معالجتها.
الدكتورة (بشرى إبراهيم النصار- رئيسة أطباء اختصاص ميسرة مشروع تقييم وتخطيط قدرات الأمراض غير الانتقالية في العراق) بينت أن هذا المشروع الذي تقوم بتنفيذه الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية التابعة الى منظمة الصحة الدولية للتنمية مهم جداً لتقييم مستوى الأمراض غير الانتقالية في العراق، وجرى اختيار دليل وبرنامج خلال الندوة التي عقدتها وزارة الصحة بدعم مباشر من المنظمة، بالتعاون والتنسيق مع وزارات الدولة الأخرى تحت عنوان (تعزيز التحالفات لمتابعة الأمراض غير الانتقالية والسيطرة عليها)، مؤكدة أن هذا الموضوع ليس من مسؤولية وزارة الصحة فقط، لكنه يحتاج الى تآزر جميع الوزارات ومنظمات المجتمع المدني للسيطرة على هذه الأمراض، التي لها علاقة بأنماط الحياة الصحية وعوامل الخطورة، التي من بينها التدخين والغذاء غير الصحي وتناول الكحول والخمول البدني، إذ عند التقليل من هذه العوامل ستنتهي بذلك خطورة تلك الأمراض.
دورات تدريبية
المهندس (سنان مجيد)، مدير مشاريع العراق للشبكة الشرق الأوسطية للصحة المجتمعية قال: نحن نعمل على دعم وزارة الصحة من خلال تنفيذ المشاريع المتعلقة بالصحة العامة والأمراض غير الانتقالية والتحصين والمشاريع الأخرى المتعلقة بتدوير النفايات، امتداداً من أربيل الى البصرة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى. مشيراً الى أن التعاون ممتاز وعلى أعلى المستويات بين المنظمة والجهات المعنية في الدوائر الحكومية. مبيناً أن المنظمة قامت مؤخراً بتدريب الملاكات الطبية العائدة الى وزارة الصحة لتأهيلهم على كيفية إعطاء اللقاحات ومعرفة الآثار الجانبية الناجمة عن أخذه. مؤكداً أن عديد الملاكات الطبية التي جرى تدريبها تجاوز الثلاثة آلاف طبيب وممرض.