الإرهاب الإلكتروني.. الوجــــه الآخر للعصابات المسلحة

189

آية منصور /

جيوش إلكترونية إرهابية مهزومة وهاربة من أرض المعركة الخاسرة، تقاتل بأفكارها الداعشيّة المنحرفة وتطلق زناد الكراهية والفتن من خلف الصفحات الإلكترونية الصفراء دون أن يراها أحد، خطرها المحيط بعراقنا لا يقل إجراماً كما أن استخدام الإرهابيين لهجمات الأمن السيبراني على البلاد يشكل الوجه الآخر لحربنا مع داعش.
في احتفالية رسمية مهيبة، افتُتح المعرض الدولي لمكافحة الإرهاب والأمن السيبراني في دورته الثانية، بحضورِ كبار القادة والشخصيات الأمنية والعسكرية والسياسية والنخب المجتمعية وممثلين عن الدول العربية والناتو في مشاركة واسعة, وقد طرح العراق ستراتيجية أمنية متطورة جديدة فيما يخص أمنه السيبراني ومنظومته الإلكترونية المضادة للإرهاب العالمي في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد وتحاول زعزعةِ استقرارها وعجلة التقدم المجتمعي.
مجلة “الشبكة العراقية” تلقت دعوة رسمية لحضور الافتتاح وتغطيةِ حيثياته وما قُدم من خلال المنهاج الأمني من تكتيكاتٍ سيبرانية متطورة لمواجهة الإرهاب الإلكتروني.
تحديات ومعارك باسلة
السيد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي، أكد خلال حضوره الفاعل في الافتتاحية على أن قواتنا ما زالت تقاتل داعش في معارك باسلة رغم أننا انتصرنا فيها، ولكن ما يزال هنالك خطر حقيقي، إذ يجب أن يتفق العالم على مواجهة هذا الخطر والقضاء على جذوره بشكلٍ نهائي، وقال في كلمته:
“لا شك في أن التحديات التي تواجه بلدنا كثيرة، ولدى العراق تعاون مع حلف الناتو والدول الشقيقة لنقل التجارب الناجحة، وكذلك لدى الدولة العراقية عزم كبير على دعم هيئة التصنيع الحربي التي نأمل منها أن تخطو خطوات حقيقية بما يحتاجه العسكريون من معدات خاصة لتطوير العمل ومنع أية مخاطر أمنية، وبصراحة فإن الشعب العراقي يسعى للأمن والأمان، والإصلاح الحقيقي يؤدي الى مخرجات آمنة، كما أن الالتفات للخدمات هو ما مطلوب أن نقدمه للشعب العراقي. لدينا تعاون واتفاقات مع الدول، ولاسيما التي وقفت معنا في حربنا مع داعش، لأن العراق لن ينسى أصدقاءه ممن وقفوا الى جانبه، وسوف يستمر في هذه العلاقات الطيبة والشراكات الحقيقية، لأن العراق بلد مهم لاستقرار المنطقة.. كل التحية للشركات التي شاركت في هذا المعرض رغم الظروف.”
أجهزة فنية متطورة
السيد جبار ثجيل مطلك الحيدري، الأمين العام لوزارة الدفاع، ممثل معالي وزير الدفاع في حفل افتتاح معرض مكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة والأمن السيبراني بدورته الثانية، أشاد بأهمية تطوير الصناعات الحربية وتكتيكاتها، واصفاً المعرض بالخطوة المهمة للاستفادة من الشركات العالمية في المجال الأمني، إذ شاركت في المعرض وزارتا الدفاع والداخلية ومستشارية الأمن القومي وجهاز مكافحة الإرهاب والشركات الأمنية والصناعية الأخرى.
مؤكداً أن “وزارة الدفاع تولي الأمن السيبراني اهتماماً خاصاً لدوره في مكافحة الإرهاب، وأن المعرض فرصة جيدة للاطلاع على أحدث الأسلحة والمعدات والعجلات والأجهزة الفنية المتعددة”.
تقنيات الصناعة الحربية
أمّا رئيس هيئة التصنيع العسكري السيد محمد صاحب الدراجي، فقد أكد أن الحرب الإلكترونية هي الخطر الأكبر الذي يواجه البلدان التي تجنح الى السلم، وذلك من خلال زعزعة أمنها باستخدام منظمات الإرهاب العالمي، أكمل حديثه بالقول:
” كما تعرفون فإن العراق معرض دائماً لمثل هذه الاعتداءات، لذلك يجب علينا أن نستخدم التكنلوجيا والتقنيات اللازمة التي ترتقي الى تفادي الخطر المحيط بنا من خلال الحرب الإلكترونية واستخدام الإرهابيين لهجمات الأمن السيبراني على البلد، نحن في هيئة التصنيع الحربي واجبنا أن ننقل التكنولوجيا ونوطن الصناعة الحربية في داخل العراق من أجل تحقيق الأمن القومي من خلال استخدام السلاح الإلكتروني او التقليدي الذي ينتج داخل البلد للتقليل من الاستيرادات، وأعتقد أن جميع الشركات العالمية تفهم أن الإنتاج في داخل البلد سيحقق لها منافع وإيجابيات.
إن قانون هيئة التصنيع الحربي يلزم الجهات العسكرية والوزارات بشراء منتجات هيئة التصنيع الحربي المصنعة داخل العراق، وكذلك فإن قانوننا يسمح بدعم القطاع الخاص وحمايته بالأمن السيبراني، وأيضاً السماح لشركات القطاع الخاص بعقد شراكات مع القطاع العام، كما أن من مصلحة الشركات العالمية التي تريد بيع منتجاتها للعراق أن تشارك بتلك المنتجات مع الشركات العراقية لتدخل العراق بشكل مباشر.”
جهازنا هو الأول شرقياً
السيد صباح النعمان، المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب، تحدث خلال حضوره الفاعل في المعرض عن أهمية هذا المعرض والرسالة التحفيزية التي يحملها قائلاً:
“إن المعرض سنوي، بدأ سنته الأولى في العام الماضي، وهذه الثانية بامتياز، حرصنا على أن يقام في هذا التوقيت رغم الظروف المربكة باعتباره رسالة تحفيزية الى الشركات والدول للقدوم الى بغداد والمشاركة في هذا المعرض. وفيما يخص جهاز مكافحة الإرهاب فإن لديه جناحاً خاصاً عرضت فيه نماذج من الأسلحة والتجهيزات خلال هذه السنة، ومن خلال المعرض سنتعرف على تلك الأسلحة، نحن جهاز في طور التقدم والتنوع والتطوير. قسم من المعروضات استخدم خلال معاركنا مع داعش، وقسم منها خاص بالجهاز الذي يحرص على امتلاك آخر ما توصل اليه الفن العسكري وصناعة الأسلحة لمكافحة الإرهاب، نفخر اليوم بأن جهاز مكافحة الإرهاب هو الأول بتصنيفه في الشرق الأوسط ونطمح قطعاً لمنافسة الأجهزة العالمية.”
ثقافة إلكترونية مجتمعية
مديرية الإعلام في وزارة الدفاع بإدارة اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القوات المسلحة، كانت لها إنجازات كبيرة ومبادرات عراقية وعربية متعددة ومتنوعة، إذ أن “مدير صنف الإعلام والتوجيه المعنوي قام بإخراج وإنتاج قرابة (١٦) عملاً غنائياً حماسياً لكسر المزاج الصارم وتوثيق النصر، فمن حقنا أن نحتفي بانتصار قواتنا من خلال الأغاني الحماسية والأفلام القصيرة وبجهود ذاتية داخل المديرية، حيث توفرت لدينا المعدات والأجهزة كافة، وبنفس كادر المديرية استثمرنا المواهب، وفي المرحلة الحالية لدينا أكثر من نافذة إعلامية مهمة للترويج عن الدفاع الوطني العراقي ومخاطبة الشباب، كما أن لدينا قناة في التيك توك، وهذا حديث حصري لـ (مجلة الشبكة)، لإيصال رسالة من المقاتل العراقي الى طبقات المجتمع كافة، بالإضافة الى سناب جات وقناة في اليوتيوب نقوم من خلالها بالنشر بشكل مختلف، كذلك لدينا شعبة الموقع والرصد الإلكتروني بإشراف ومتابعة من اللواء يحيى رسول، نقوم ايضاً بعمل سبوتات بلقطات خاصة تصل برسائلها الى المواطنين لتوجيه الأخبار، كذلك لدينا محررون ومنتجون ومخرجون و(مونتيرية) عسكريون ومدنيون، بالإضافة الى الأعمال التي نقدمها، مثل الإصدارات الصحفية، منها (خيمة العراق) التي تصدر منذ سبعة عشر عاماً، وبرنامج (حماة العراق)، ومجلات مثل (بلادي) التي انبثقت منذ تأسيس الوزارة، وأيضاً ننشر صفحات الجريدة إلكترونياً في الموقع، ولدينا مجلة (الجندي الشجاع) الخاصة بالأطفال، التي توزع في المدارس. وتعتبر خلية إعلان وزارة الدفاع بمثابة معركة أخرى تسهم في نقل الحقائق الى المواطنين لأن السوشيال ميديا –افتراضياً- أصبح بقوة المعركة على أرض الواقع”.
وقاية تقنية هائلة
المهندس أسامة، الموظف في فريق الأمن السيبراني، تحدث عن آليات رفع حالة الوعي المجتمعي تجاه الثقافة الإلكترونية وكيفية الوقاية من أضرارها، قائلاً:
“مهمتنا الأمنية السيبرانية هي مراقبة البنى التحتية الخاصة بالحكومات والوزارات والقطاع الخاص وإقامة الدورات التدريبية للمواطنين، النساء بصورة خاصة، وكدعم فني نقوم بالتدريب وتشكيل الفرق منذ سنة ٢٠٢٠ وقد قدمنا أكثر من خمسين دورة وندوة اختصاصية واطلعنا على ستراتيجية الأمن السيبراني، ولنا تعاون مع حلف شمال الأطلسي لرفع الوعي السيبراني، وعليه فإننا نعتبر أن الحوادث التي تواجهنا، مثل الهجمات الإلكترونية المختلفة، يجري التصدي لها بوسائلنا، مثل جهاز الحماية الموجود في البنى التحتية الذي يوقف الهجمة الإلكترونية، وكذلك يتصدى للهجمات المشابهة، ايضاً نتصدى لهجمات المايكرو بوصول إيميل معين واسم معين يجري التعرف عليه من خلال (اللنك) الذي يشفر ويوقف البيانات، وقد نجحنا بإيقافه والحد من خطورته من خلال توزيع الرابط، والمواطن لديه إجراءات معينة يجب ان يتبعها في السوشيال ميديا الخاصة به لضمان حماية صفحاته، ولدينا ايضاً موقع مخصص للأطفال لحمايتهم من الهجمات، إذ قمنا بإنتاج قصة كارتونية تثقيفية لها علاقة بالأمن السيبراني الخاص بالأطفال، وكذلك نصائح للوالدين في التعامل مع أولادهم، وهناك أيضاً (السايبر سبيس) و(بي بارت) كامل أي كيف يتم العمل بالأمن السيبراني”.
من جانبه.. المهندس مصطفى، موظف مبيعات في شركة (البخيت) المشاركة في المعرض للسيارات العسكرية، قال: “نحنُ مجموعة شركات (البخيت)، الوكيل الحصري لماركة (شان جان)، لدينا ثلاثة مواقع في بغداد، لسنا مختصين بالسيارات العسكرية، وإنما هي صناعة صينية لكن مستوردة الى العراق، بالاضافة الى سيارات مدنية فئة سبعة راكب حولناها الى سيارات عسكرية تتحمل تصفيحاً بوزن ثلاثة أطنان وهي تتحمل الصعوبات كافة، هذه السيارات موجودة وهذه أول سنة نشارك فيها بهذا الافتتاح الكبير.”
الحكومة الكورية الصديقة
السيّد (جويهان سون) مدير تسويق الشركة الكورية لصناعة الأسلحة في العراق، تحدث لنا عن أهمية مشاركته والعمق الستراتيجي الذي يربط البلدين الصديقين، قائلاً:
“نحن مشاركون في المعرض منذ العام الماضي، ونحرص على المشاركة السنوية، الكثير من الناس يحضرون هنا رغماً عن الكوفيد، ونحن كذلك قررنا زيارة العراق لأننا سبق أن قدمنا منتجاتنا الى العراق والحكومة وكذلك الى وزارة الدفاع، بل إن خدماتنا متاحة حتى للحكومة العراقية حينما تحتاج الى دفاع ودعم طارئين من الحكومة الكورية، علماً أن الشركة الكورية هي الوحيدة الموجودة هنا، اذ أننا دائماً نملك حساً تجاه العراق ونصر على أن نذهب للمؤازرة اذا ما احتاجت لنا الحكومة العراقية من أجل الحفاظ على السلام، نحن نتعامل مع مختلف الوزارات الأمنية في العراق، وهي جميعها تابعة للحكومة العراقية، وفيما يخص الأسلحة فإن نوع السلاح المقدم من قبل الحكومة الكورية جرى تصنيعه قبل خمسين سنة وهو متين وفعال.”