ناحية علي الشرقي.. مدينة سياحية تعاني الإهمال

115

عبد الحسين بريسم /

تعد مدينة علي الشرقي من المدن الدينية السياحية، تقع على ضفة نهر دجلة، وتبعد نحو 60 كيلومتراً شمال شرقي مدينة العمارة. تأسست ناحية علي الشرقي في سنة 1959 وسميت المدينة بهذا الاسم نسبة للإمام علي الشرقي، أو علي الشرجي، حسب لهجة أهل المدينة, التي يقع مرقده فيها.
يناشد أهالي ناحية علي الشرقي، أو علي الشرجي، الجهات المعنية والسيد رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني الاهتمام بهذه الناحية المهمشة المنسية، وإدخالها ضمن الجهد الخدمي والهندسي لحكومته في محافظة ميسان، ولاسيما أن المدينة دينية وسياحية يقصدها الزوار من مختلف مدن العراق.
يقول المحامي والحقوقي (سجاد طالب الكناني): “تعد ناحية علي الشرقي واحدة من أكثر مناطق محافظة ميسان إهمالا وتهميشاً، إذ أنها تعاني من نقص كبير في الخدمات، فيما يوجد فيها أكبر مزار ديني في جنوب العراق، ألا وهو مرقد (السيد علي الشرقي، من ذرية الإمام الحسن المجتبى ع). كما أنها تتمتع بإطلالة جميلة جداً على شاطئ نهر دجلة، وتعتبر المدينة وجه ميسان السياحي، إذ إن الزائرين من محافظات الوسط والجنوب يقصدون هذا المرقد ويقيسون حجم تطور وإعمار محافظة ميسان من خلال هذه المدينة.”
وأضاف: “لكن للأسف الشديد، فبرغم وجود هذه المميزات التي تتمتع بها المدينة، غير أن الجانب السياحي مهمل وبحاجة إلى وقفه جاده من قبل الحكومتين الاتحادية والمحلية.”
كورنيش المدينة
وعن كورنيش المدينة قال الكناني إنه “أنشئ عام 1965، وهو عبارة عن سده ترابية مرصوفه بالطابوق العادي، ويفتقر إلى أدنى متطلبات السياحة، ومع ذلك يلتجئ إليه الزائرون وأبناء المدينة، برغم وضعة المزري لعدم وجود أماكن ترفيهية أخرى في المدينة التي تفتقر إلى مراكز الترفيه. وسبق أن طالب أهالي المدينة رؤساء الوزراء ومحافظ ميسان (علي دواي لازم) بإنشاء كورنيش علي الشرقي وربط ضفتي النهر بجسر مشاة ضمن مشاريع المحافظة في موازنه 2023 لإنعاش الحركة السياحية والدينة لناحية علي الشرقي، وهذا ليس بالشيء الكثير على مدينه مضحية مجاهدة قدمت للعراق والوطن أغلى ما تملك من شبابها. نتمنى أن يدخل الجهد الخدمي والهندسي الحكومي إلى ناحية علي الشرقي لتقديم الخدمات إلى هذه الناحية المنسية”
سوق نظامية في المدينة
وحول عدم وجود سوق نظامية في ناحية علي الشرقي أضاف الكناني: “لقد تم هدم سوق علي الشرقي في عام ١٩٩١ من قبل النظام المقبور إبان الانتفاضة الشعبانية، ومنذ ذلك الحين لم ينشأ البديل اللائق، برغم أن علي الشرقي مدينة دينية سياحية يدخلها آلاف الزائرين سنوياً، وبالتالي فإنها تحتاج إلى سوق عصرية تليق باسم ومكانة المدينة، إذ إن إنشاء سوق عصرية سيحفز مرتادو المدينة على الأقبال بشكل متكرر، ما يوفر مئات فرص العمل المباشرة والثانوية.”
وأشار الكناني إلى أن الأهالي طالبوا محافظ ميسان، ومدير ناحية علي الشرقي، ودائرة بلدية علي الشرقي، بحسم ملف السوق على أن تكون سوقاً حكومية حصراً، وهو مطلب أصحاب المحال والأكشاك التجارية بشكل خاص، ومطلب أهالي الناحية بشكل عام.
ويبلغ عديد سكان المدينة أكثر من ٣٠ ألف نسمة، يمتهن أكثرهم الزراعة والتجارة، وهي من المناطق الأثرية الموغلة في القدم، إذ تعود آثارها إلى دولة ميسان، وإلى مراحل العصور الأموية والعباسية، وتضم سبعة من (اليشن) التي هي بقايا من آثار قديمة تعود إلى مراحل تاريخية لحضارة ميسان.