التزوير بأعمار اللاعبين.. وباء تفشى بجسد الكرة العراقية!

814

 أحمد رحيم نعمة/

منذ فترة طويلة والفئات العمرية الكروية العراقية تتألق في سوح الملاعب الخارجية، خطفت منتخباتنا الوطنية لفئات الاشبال، الناشئين، الشباب، أكثر من بطولة على المستوى القاري، وآخرها تربع منتخب ناشئة العراق على عرش القارة الآسيوية والوصول الى نهائيات كأس العالم، وقبلها خطف منتخب الشباب العراقي بطولات آسيا أكثر من مرة، لكن المتتبع لمسيرة الكرة العراقية يجد ان اللاعب العراقي لا يعمر في الملاعب الا مواسم قليلة ويعتزل بعدها،والدليل نجوم ريال مدريد وبرشلونة مثل كرستيانو رونالد وراموس وانيستا وآخرين مازالوا يلعبون الكرة ويقدمون أروع ما يكون في الدوري الاسباني، بينما نجوم منتخبنا ممن لعبوا ضد هولاء اعتزلوا الكرة، والسبب يعود الى حالات التزوير في أعمار اللاعبين، أي ان هذه الحالة ليست وليدة اليوم.. عن مدى الحد من هذه الآفة العمرية يقول مدرب الفئات العمرية جاسم محمد:

صحوة بعد السبات

حقيقة ومن دون مجاملة أن الرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص من الصعب أن تتخلص من وباء التزوير، برغم ما تم فتحه من ملفات التزوير وبالأسماء والأدلة، إلا أن البعض من المسؤولين او المدربين مازالوا غير قادرين على التخلص من هذا الملف ومضاره وآخر احراجات هذا الملف هو ما يحصل للاعبينا في المطارات، من حجز وايقاف وبالتالي فأن ملف التزوير وبرغم الخطوات الأخيرة لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية للحد من هذه الظاهرة، إلا أن المعطيات تثبت أن اغلاق هذا الملف وفتح صفحة خالية من التزوير أمر صعب في الوقت الحاضر، الا إذا حضرت النوايا الجادة للقضاء عليه، بغض النظر أن كانت الخطوات التي تعامل بها الاتحاد العراقي لكرة القدم واللجنة الاولمبية مع ملف التزوير جدية أم لا، أرى أن هناك صحوة كبيرة بعد عقود من السبات على انغام الانجازات الوهمية التي توالت لمنتخباتنا للفئات العمرية والتي اسهمت الى حد ما في تقويض انطلاقة الكرة العراقية الى الآفاق العالمية وبرغم صعوبة السيطرة على هذا الملف، إلا أن المراقبة الدقيقة للمستمسكات الشخصية للاعبين وتدقيقها مع دوائر النفوس كفيل بإيقاف حالات التزوير والحد من هذه الظاهرة التي تنتشر بشكل كبير في رياضتنا .

التزوير أضاع مواهب كروية كثيرة

أما المدرب محمد علي فيقول بهذا الخصوص: أن ملف (التزوير) في أعمار لاعبي منتخباتنا الوطنية أشبه بالـ (السرطان) الذي نخر جسد الكرة العراقية وقد يكون سبباً رئيساً لقتلها في القريب العاجل إن أستمر أولياء أمرها بمنع علاجها سريعا، ويبدو واضحاً أن اصحاب القرار يرغبون في قتلها جهلاً ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً)، إذ أن المختصين بشأن الكرة العراقية وعلى مختلف أصنافهم وجدوا العلاج المناسب والسهل لإنقاذ مستديرتنا من هذا المرض الفتاك، إلا أن (المسؤولين) عنها يأبون ذلك لأسباب كثيرة ذكرناها في عدة مناسبات، وهناك حقيقة واضحة للعيان أو في الأقل واضحة للمتابعين من أصحاب الشأن الكروي، وهي أن مسؤولي كرتنـا يبحثون عن (الإنجاز) مهما كلف (الكرة العراقية) من (فتك) و(هتك) وربما أكثر إنجازات كرتنا تأتي من باب منتخباتنا للفئات العمرية التي تعد الأكثر إصابة بسرطان التزوير وهذا ناتج من إيمان المسؤولين بعدم قدرة (المدرب المحلي) الذي يسندون اليه مهمة تدريب هذه المنتخبات على تحقيق الإنجاز من غير أن يكون المنتخب الذي يشرف عليه مصابا بهذا السرطان، لقد تحدثنا عن هذه الظاهرة كثيراً وأخذت حيزاً كبيراً، بل أضاعت مواهب كروية كثيرة كان يمكن أن تحظى بفرصة الظهور ودعم منتخباتنا الوطنية من دون أن نلمس وللأسف الشديد أي تحرك حقيقي وخطوات جدية يمكن أن توقفها، والسبب في ذلك يعود لعدم جدية المؤسسات الرياضية المعنية كافة والتي تقع على عاتقها مسؤولية القضاء عليها.

لابد أن يحذو اتحاد الكرة حذو وزارة الشباب والأولمبية

اللاعب الدولي كريم حسين قال عن التزوير: أنه ملف شائك وصعب التعامل معه في العراق، لكن أرى أن الخطوات التي قامت بها وزارة الشباب والرياضة ومعها اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية منذ عدة أشهر كانت موفقة من خلال الاجراءات الصارمة والقوية التي اتخذتها وتهديدها بالعقوبات الكبيرة على من يقوم بالترويج لهذه الآفة ومن يتعامل بها، اتمنى أن يحذو اتحاد الكرة حذو الوزارة والأولمبية في محاربته لهذه الآفة والقضاء عليها. ومن بين الأمور المهمة والخطوات اللازمة التي تستوجب أن يعمل بها الجميع لمحاربة هذه الآفة هو التثقيف، فالثقافة عامل مهم في التخلص من هذه السلبية التي اضرت كثيرا برياضتنا عموما وليست فقط كرة القدم، وأن القضاء على مرض التزوير وغلق ملفه تماماً يعتمد على مدى إخلاص المسؤول ونزاهته وفي نفس الوقت قدرته على تنفيذ متطلباتنا العلاجية التي ذكرناها سابقاً والتي تعد الحل الأوحد والأنسب لهذه المعضلة، والكثير منّا على أستعداد للتعاون في القضاء على هذه الظاهرة إذا ما كانت هناك رغبة حقيقية في القضاء عليها ولكن سيبقى الشك في ذلك عظيما.