طريق “الأسود” الى المونديال لم تعد سالكة

1٬118

أحمد رحيم نعمة /

أنتهت فصول المرحلة الأولى للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018، بخروج غير معقول للمنتخب الوطني العراقي بعد خسارتين الأولى أمام استراليا والثانية مع المنتخب السعودي ليخرج خالي الوفاض من التصفيات الأولية، حيث لم يقدم الفريق شيئا يذكر في المباراتين.

في الأولى أمام استراليا ظهر الفريق وكأنه يلعب الكرة لأول مرة برغم ضعف الفرق الأسترالي، بينما مباراته الثانية أمام السعودي (لملم ) المدرب راضي شنيشل أوراقه في تشكيلة جديدة استطاع أن ينجح من خلالها لـــ80 دقيقة فقط عندما كان الأسود يتقدمون بهدف، بعدها انقلب الوضع رأسا على عقب أثر تبديلات مدرب الأسود كانت نتائجها تراجع الفريق مع سيطرة سعودية كللت بهدفين ابكت الشارع الرياضي العراقي.

التاريخ يتكلم

التقى منتخبنا الوطني بنظيره السعودي في 37 مباراة سابقة، انتهت 16 منها عراقية مقابل 11 مباراة للسعودية، فيما آلت عشر مباريات الى التعادل بينها مباراة حسمتها ركلات الترجيح، وسجل لاعبونا 51 هدفا في المرمى السعودي أكثرها للثنائي أحمد راضي ويونس محمود برصيد ستة أهداف لكل منهما ثم حسين سعيد بخمسة أهداف مقابل 34 هدفا للسعودية أكثرها لماجد عبد الله بأربعة أهداف ثم محمد عبد الجواد بأربعة، قاد منتخبنا في تلك المباريات 15 مدربا بينهم ثمانية أجانب وهم الاسكتلندي ماكلنن والكرواتي بيلين والالماني سيدكا الى جانب الثنائي اليوغسلافي كاكا وفويا والثلاثي البرازيلي زي ماريا وفيرا وزيكو وسبعة محليين هم الراحل عمو بابا وأنور جسام وأكرم سلمان ويحيى علوان وعدنان حمد وراضي شنيشل وحكيم شاكر.

معسكرات ومباريات تجريبية بلا فائدة!!

قبل انطلاق مباريات التصفيات دخل الفريق الوطني في أكثر من معسكر تدريبي خاض خلالها مباريات تجريبية اخفق في معظمها، حيث دعا المدرب راضي شنيشل أكثر من لاعب لتشكيلته بعد تفحص وتمعن، بحيث صار المنتخب عبارة عن مختبر للاعبين والدليل أن الفريق لم يستقر على تشكيلة ثابتة وقد لعب المدرب بأكثر من تشكيلة في المباريات الودية، والحال نفسه في المباراتين الرسميتين أمام استراليا والسعودية الأمر الذي جعل انسجام الفريق غير متكامل ما أدى الى الاخفاقات المتكررة والنتيجة في الآخر الابتعاد عن المنافسة.

الفرصة ما زالت قائمة

كريم صدام نجم المنتخب الوطني العراقي السابق قال: أن الأسود اضاعوا فوزاً يسيراً وخرجوا خاسرين في مباراتهم أمام السعودية بسبب اهدار لاعبينا الفرص لكسب ثلاث نقاط عندما تناوبوا على ضياعها والتي كان استغلالها سيعزز هدفنا الأول الذي احرزه مهند عبدالرحيم، وعندما لا يسجل فريق أهدافاً من فرص متاحة سيكون من الطبيعي أن يتقبل الأهداف. سيما أن حكم المباراة لم يكن موفقاً في قراراته، لان ضربة الجزاء الثانية التي احتسبت ضد فريقنا كان مشكوكاً في صحتها، وبرغم أننا فقدنا حتى الآن ست نقاط فأني أعتقد أن الفرصة ما زالت قائمة ولا أعتقد أن المنتخب السعودي سيكون منافساً، فقد ظهر بمستو غير مقنع في مباراتيه أمام تايلاند وأمام منتخبنا الوطني ولم يسجل الا من علامة الجزاء.

الفريق الأسوأ بتأريخ الكرة السعودية

اللاعب الدولي السابق علي صابر أكد أن منتخبنا الوطني بكرة القدم خسر مباراته أمام الفريق الأسوأ في تأريخ الكرة السعودية، وأضاف أن اضاعتنا (6) نقاط في مباراتين كارثة! الأولى أمام استراليا خسرها الفريق بعد مستوى بائس، اما الثانية أمام السعودية فكانت بداية جيدة وأدى لاعبونا مستوى جيدا بعد أن اختار المدرب راضي شنيشل تشكيلة مثالية ولعبنا باسلوب لعب ممتاز، غير أننا بعد احرازنا هدف مهند عبدالرحيم عدنا للعب العقيم عندما تخلى مهدي كامل وسعد عبدالامير وعلاء عبدالزهرة عن مساندة المهاجم الوحيد والاعتماد على الكرات الطويلة لتتقطع خطوط الاتصال. بل كان غريبا التراجع غير المبرر لمنتخبنا الى الدفاع، وفي الوقت الذي لم يكن المدرب راضي شنيشل موفقاً في تبديلاته، فأن مدرب السعودية نشط بفضل تبديلاته الجانب الهجومي لفريقه الذي نجح في تحويل تخلفه بهدف الى فوز بهدفين من ضربتي جزاء، وأنا أستغرب عدم وجود أي دور لمساعدي مدربنا كما حصل في المباراة الأولى أمام استراليا، وكذلك أجهل الدور الذي يقود به عبدالأمير ناجي في هاتين المباراتين وهو الذي كان يؤكد في تصريحاته أنه يجعل المباريات بالدقائق والثواني وأعتقد أننا الآن فقدنا فرصة كبيرة.

ضاع الخيط والعصفور

فيما اشار الصحفي الرياضي نعيم حاجم الى التدني الكبير لمستوى العراقية خلال الفترات المنصرمة وأسباب الانتكاستين أمام استراليا والسعودية قائلا: أن الاخفاق يتحمله اتحاد الكرة العراقي بالدرجة الأولى والكادر التدريبي بالدرجة الثانية، حيث انشغل المدرب راضي شنيشل باختيار اللاعبين حتى أصبح المنتخب حقلا للتجارب، وكانت نتائج الاختبارات غير مجدية بل أن المباريات التجريبية التي خاضها الفريق العراقي دليل على عدم قدرة المدرب توظيف اللاعبين كلا حسب موقعه، واضاف أن المباراة الأولى كان يمكن أن يخرج منتخبنا بنتيجة جيدة أمام استراليا كونه فريقا عاديا يمكن التغلب عليه لكن الكادر التدريبي اضافة للاعبين (ضيعو الخيط والعصفور) بحيث خرجنا من المباراة مدججين بهدفين وقلنا (خيرهه ابغيرهه ) لكن حال المنتخب سار من سيئ الى أسوأ نتيجة التخطيط والفكر التدريبي العقيم الذي اوصلنا الى طريق مسدود، سيما بعد الاخفاقة غير المتوقعة امام المنتخب السعودي، حيث كانت نقاط المباراة لصالحنا لكن ادارة المدرب وضياع الفرص من اللاعبين فوت علينا التنافس والاستمرار.