هل تتغير خريطة التدريب بعد خليجي 25؟

210

أحمد رحيم نعمة /

مضى مايقارب الشهر على انتهاء خليجي 25 الذي عدّ أكبر حدث عربي كروي، احتضنته بصرتنا الفيحاء، التي عاشت أحلى الأيام حين جمعت الشمل العربي. لقد كانت بطولة مميزة ورائعة نجمها الأول الجماهير الرياضية التي حضرت من كل حدب وصوب لمتابعة المباريات. وقد حصل المنتخب العراقي فيها على المركز الأول بعد مباراة قوية ومثيرة أمام المنتخب العماني، الذي كان من أفضل المنتخبات المشاركة.
عن مستوى المنتخب العراقي في خليجي 25، وماذا أعدّ الكادر التدريبي للاستحقاقات المقبلة، وهل سيبقي على تشكيلته التي حازت كأس البطولة، أم أن هناك تغييراً، وماذا كان رأي الوسط الرياضي العراقي بالمستوى الذي قدمه المنتخب في البطولة.. مدرب منتخب شباب العراق السابق حسن أحمد تحدث قائلاً:
فوز أعطى المنتخب دافعاً لتقديم الأفضل
“مشاركة منتخبنا في خليجي 25 كانت مفيدة، ولاسيما بعد إخفاقات سابقة، وقد نجح المنتخب في هذه البطولة لأسباب كثيرة، أولها أن بعض المنتخبات المشاركة في البطولة لم تشارك بخطوطها الأولى، كالمنتخبين السعودي والقطري، بل وحتى الإماراتي، إذ لم يشارك لاعبوهم المعروفون، ماعدا المنتخب العماني الذي لعب بلاعبيه الأساسيين، لذلك أحرج منتخبنا الوطني في مباراة الافتتاح والمباراة النهائية. لذا فإن المنتخب يحتاج إلى عمل كبير من أجل الظهور بمستوى أفضل، إذ أن المرحلة المقبلة صعبة، ولاسيما أن المنتخبات الآسيوية تطورت بشكل كبير، كاليابان وكوريا وإيران وأستراليا، وكذلك السعودية التي تطورت بشكل كبير، وقد شاهدنا مبارياتها في كاس العالم قطر22، بل إن معظم المنتخبات العربية والآسيوية في تقدم مستمر. لذا لابد ان يضع المدرب خريطة جديدة للظهور بشكل أفضل في البطولات المقبلة، وأهمها تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، ولاسيما أن الفوز ببطولة خليجي 25 أعطى منتخبنا دافعاً لتقديم الأحسن في البطولات المقبلة، نتمنى لمنتخبنا النجاح الدائم إن شاء الله.”
لابد من غربلة بعض اللاعبين
فيما قال الصحفي الرياضي جواد الخرساني: “الحقيقة -وبدون مجاملة- أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جداً بالنسبة للمنتخب العراقي لكرة القدم، صحيح أن المنتخب فاز بخليجي 25، ليس بضربة حظ، لكن المنتخبات المشاركة لم تكن بالمستوى المطلوب، فقد شاركت منتخبات السعودية وقطر والإمارات بلاعين شباب، ماعدا المنتخب العماني الذي أحرج منتخبنا في مباراتين، ولو كان منتخبا السعودية وقطر قد شاركا بمنتخبيهما الأساسيين لكان هناك كلام ثان، فالمستوى الذي ظهر به منتخبنا في جميع مبارياته كان متذبذباً، ولم نشاهد سوى بعض اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم مستقبلاً. إما الفوز الذي تحقق فقد جاء بفضل دعم الجماهير الرياضية العراقية التي آزرت وشجعت الفريق من أجل الفوز. أتوقع أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة على المنتخب العراقي، ولاسيما في تصفيات كأس العالم أو كأس آسيا، لأن المنتخبات التي ستلعب -بالتأكيد- بخطوطها الأولى تمتلك خبرة ولاعبين أصحاب خبرة، وهنا ما على المدرب (كاساس) إلا الاختيار الصحيح للاعبين وإدخالهم في أكثر من معسكر تدريبي، فضلاً عن المباريات التجريبية التي ستولد الاحتكاك المباشر مع المنتخبات المختلفة.”
كيف نتخطى كوريا واليابان وأستراليا
إلى ذلك.. قال المدرب جابر محمد: “المنتخب العراقي يحتاج إلى الكثير من العمل من أجل الظهور بمستوى عال في البطولات المقبلة، فالمدرب (كاساس) بات يعرف الكثير عن مستويات اللاعبين، فقد أكد أكثر من مرة بقوله إن اللاعب العراقي يمتلك مهارات وإمكانيات كبيرة، لكنه يحتاج إلى الخبرة الاحترافية في أشياء كثيرة، منها التغذية والجانب البدني وأمور تكتيكية أخرى لابد أن تتوفر في اللاعب العراقي لكي يظهر بالشكل الأمثل. كلام (كاساس) كان عين العقل، لأنه غير مقتنع ببعض اللاعبين الموجودين في المنتخب، لذلك فهو يحضر الكثير من مباريات الدوري العراقي هنا وهناك من أجل إيجاد اللاعب الأفضل، لأن البطولات المقبلة التي سيشارك فيها منتخبنا سوف تكون قوية جداً، وتحتاج إلى منتخب متماسك فيه أكثر من لاعب سوبر. لقد حققنا خليجي 25، لكن المنتخبات المشاركة لم تكن بذلك المستوى القوي، نتمنى أن يكون لدينا منتخب قوي يقارع ويحرج منتخبات اليابان وكوريا وأستراليا، وهذا لايأتي إلا بالعمل الجاد والبحث عن اللاعبين السوبر، وإذا فشلنا في التخطيط الجاد فبالتأكيد أننا لن نستطيع أن نتخطى هذه الفرق!”
المرحلة المقبلة صعبة على الأسود
من جانبه، تحدث الصحفي الرياضي نعيم حاجم فقال: “منذ عام 2007 والكرة العراقية من انتكاسة إلى أخرى، بحيث أصبحت أضعف المنتخبات الآسيوية تتغلب على منتخبنا، والسبب الأول هو الاختيار غير الموفق للكوادر التدريبية، وكذلك اللاعبين، وقد رأينا كيف أضاع الاتحاد السابق فرصة كانت سهلة للوصول إلى نهائيات كأس العالم في قطر، نتيجة الاختيارات غير الصحيحة للمدربين واللاعبين. وفي هذا العام تأملنا خيراً من الاتحاد الجديد، وكان أول الغيث الحصول على خليجي 25 الذي خطف كأسه منتخبنا الوطني. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان منتخبنا يستحق الكأس، الجواب أنه طبعاً يستحق، إذ أن المنتخبات الشقيقة لم تزج بخطوطها الأولى، لذلك ظهر منتخبنا هو الأفضل، وبمساندة جماهيرية كبيرة، ولو كانت السعودية وقطر قد شاركتا بخطوطهما الأولى لكان هناك كلام آخر.
عموماً دعونا نطوي صفحة الخليج، إذ أن البطولات المقبلة التي تنتظر منتخبنا ستكون قوية، وتحتاج إلى مجموعة متجانسة من اللاعبين، وهنا فإن على الكادر التدريبي الذي يقوده الإسباني (كاساس) اختيار المواهب الموجودة في الدوري العراقي، فضلاً عن بحثه في الدوريات العالمية عن اللاعبين العراقيين المغتربين، الذين يقدمون أروع الأداء مع الفرق التي يلعبون لها. الحقيقة أن المقبل من المنافسات سيكون صعباً على المنتخب العراقي، إذا لم توفر له المستلزمات المطلوبة، كالمعسكرات التدريبية والمباريات التجريبية مع منتخبات قوية، فالمنتخب العراقي فيه الكثير من النواقص، وفي جميع المراكز، وما على المدرب إلا البحث عن البدلاء الذين يجب أن يملأوا المكان بجدارة. أملنا كبير في المدرب الإسباني (كاساس)، ولاسيما أنه مواكب جيد في حضور مباريات الدوري الممتاز من أجل متابعة اللاعبين واختيار الذين يستحقون تمثيل المنتخب العراقي في المرحلة المقبلة.”