الروائي والكُتبي عبد الزهرة عمارة: في (أمارجي) نسعى لاكتشاف المبدعين

208

حوار/ عبد الحسين بريسم/

أسس دار (أمارجي) للطباعة والنشر في ميسان، ونشر العديد من الكتب والمطبوعات لعدد من أدباء وشعراء وكتاب العراق، إضافة الى تأسيسه وإصداره مجلة (سومر) العامة، وجريدة (ميسان) الثقافية، والأخيرة تواكب نشاطات المحافظة، كل ذلك في داره الخاصة، وعلى نفقته الشخصية، تشاركه في هذا المشروع بناته.

إنه الباحث العلمي والروائي والكُتبي عبد الزهرة عمارة، الحاصل على شهادة الماجستير في الهندسة الكهربائية، الذي أصدر في مجال السرد عدداً من القصص والروايات، من بينها (عاشقة من كنزا ربا)، و(دماء في بحيرة الأسماك)، و(ليلة عاصفة في الكوفة)، و(لا وقت للدموع)، و(العروسة)، وفي مجال البحث العلمي، أصدر (صيانة الأجهزة المنزلية)، و(الطرق الحديثة في صيانة اللابتوب).
مجلة “الشبكة العراقية” زارته في بيته فكان معه هذا الحوار:
* لنبدأ مع الطباعة والكتاب، متى بدأت هذا المشروع؟
– قمت بتأسيس دار نشر خاصة بي عام 2017 للمساهمة في نشر المعرفة ودعم الكتّاب والمؤلفين، والخروج من سيطرة دور النشر، إذ تمثل هذه السنة بداية رحلتي في عالم الطباعة والنشر.
* لماذا هذا الحرص على تأسيس دار نشر، وطباعه منجزات الأدباء عربياً ومحلياً؟
-أنا أؤمن بأهمية الأدب في تنمية المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية، وخلق حوار حضاري مثمر، وإيصال إبداعات الكتّاب والأدباء إلى أوسع جمهور ممكن، إذ غالباً ما يواجه الكتّاب والأدباء صعوبات في إيجاد دور نشر مناسبة تقدر إبداعاتهم، لذلك سعينا في دار (أمارجي) إلى توفير بيئة داعمة لهم في نشر أعمالهم.
* كيف تأسست (أمارجي)؟ وهل نجح مشروعها الثقافي؟
– انبثقت هذه الفكرة من شغفٍ عميق بالمعرفة وحب أصيل للأدب والثقافة والفنون، هادفة إلى نشر إبداعات الكتّاب العرب وإثراء المشهد الثقافي. ومنذ انطلاقتها، حرصت الدار على تقديم محتوى ثقافي رفيع المستوى من خلال إصداراتٍ متنوعة تشمل الروايات والقصص، والدواوين الشعرية، والدراسات الأدبية والنقدية. وتُعدّ سلسلة (أسماء لامعة في سماء المدينة) أحدث إصدارات الدار، التي تُقدم سيرة حياة أدباء عرب وعراقيين بارزين على شكل سلسلةٍ من الكتب، وصل عديدها لغاية الآن إلى (92) كتاباً، كمحاولة لتخليد هؤلاء المبدعين وإسهاماتهم في الثقافة العربية.
لم تخل رحلة التأسيس من التحديات، لكن شغف القائمين عليها وإصرارهم على تحقيق رسالتهم الثقافية كانا الدافع وراء استمرارهم وتخطي العقبات، وقد نجحت الدار في بناء قاعدة قوية من القراء، وإقامة علاقات مثمرة مع الكتاب والمؤسسات الثقافية، وهي اليوم من دور النشر المرموقة في العالم العربي، إذ أسهمت إصداراتها في إثراء المكتبة العربية، وتعزيز الحوار الثقافي، ونشر القيم الإنسانية النبيلة.
* ما أهم الكتب وأسماء الأدباء الذين تعاملت معهم؟
– تهتم الدار بالأدب العربي بجميع أنواعه، من رواية وقصة وشعر ودراسات نقدية، إذ تُشير إصداراتنا إلى اهتمامنا بتوثيق وإبراز إبداعات الكتّاب العرب والعراقيين من مختلف الدول العربية، من خلال سلسلة (عطر السرد) المتضمنة سير ونصوص كتّاب وأدباء من شرائح العالم العربي، أما فيما يتعلق بالأدباء الذين تعاملت معهم، فأستطيع ان أخبرك بتنوعهم وثرائهم، إذ تشتمل قائمة إصدارات الدار على أسماء بارزة من رواد الأدب ونجوم الكلمة الذين أضاءوا دروب المعرفة وأثروا المشهد الثقافي بأعمالهم المتميزة.
* ما الذي تطمح إليه من خلال هذا العمل؟
– أطمح الى اكتشاف المواهب الجديدة، وتقديم الدعم والتوجيه لهم عن طريق تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمؤلفين الشباب، وتقديم الاستشارات في عملية النشر والطباعة.
* هل ساعدتك الجهات الرسمية في مشروعك؟
– للأسف لم تقدم الجهات الرسمية أية مساعدة، وكان العمل جهداً فردياً، لكن الأفراد لعبوا دوراً أكبر في مساعدتي وتشجيعي. المهم أن نستمر معاً في دعم ومساعدة الكتاب والأدباء لضمان استمرار إبداعاتهم وتقديم أعمالهم إلى العالم، إن كل خطوة مهما كانت صغيرة تسهم في خلق بيئة ثقافية تقدر الكتابة والإبداع.
* لنتحدث عن الصحافة، حدثنا عن المجلة والصحيفة، وما الهدف الذي ترجو تحقيقه منهما؟
– أريد نشر ثقافة القراءة والإبداع، وتعزيز التنوع الثقافي، وتسليط الضوء على مواهب جديدة من خلال نشر أعمال الكتّاب الواعدين، في خطوة تسهم بإثراء المشهد الأدبي العربي. كذلك دعم الكتّاب والأدباء، إذ تسهم مجلة (أمارجي) في تعزيز مكانة المبدعين وتساعدهم في تحقيق النجاح بمسيرتهم الثقافية.
* ما الرسالة التي ترغب في إيصالها إلى الكتّاب عامة والشباب خاصة؟
– أود أن أوجه كلمتي الأخيرة الى الكتّاب والأدباء، ولاسيما الشباب منهم، الذين يحملون في دواخلهم شمساً من الإبداع، أقول لهم: لا تخشوا من مشاركة إبداعاتكم مع العالم، فكل كلمة تخطها أناملكم هي شعلة تنير دروب المعرفة وتثري المشهد الثقافي العربي.