أدباء العراق يحتفون بمجلة «الشبكة العراقية»
محسن إبراهيم ـ أحمد سميسم/
احتفت نخبة من الكتّاب والمثقفين والإعلاميين العراقيين، الخميس قبل الماضي، بمجلة «الشبكة العراقية» وأسرة تحريرها، في بادرة طيبة من جانب الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العراقيين، الذي استضاف أمسية الاحتفاء بمقرّه وبحضور حشدٍ من الضيوف. أدارت الأمسية الشاعرة آمنة عبد العزيز وتحدث فيها عدد من الإعلاميين كانت في مقدمتهم أستاذة الإعلام الدكتورة سهام الشجيري التي قدمت بحثاً أكاديمياً تفصيلياً عن المجلة.
وقبيل افتتاح الأمسية أثنت الزميلة آمنة عبد العزيز على مجلة “الشبكة” وما شهدته من تطور في الشكل والمضمون، خلال الفترة الماضية، وتحدثت بالتفصيل عن غلاف أحد أعدادها الذي أعقب تحرير الموصل والذي حمل صورة رئيس الوزراء د. حيدر العبادي وهو بالزيّ المدني، لا العسكري، عادّة ذلك لفتة فنية تنسجم مع طبيعة المجلة كونها مجلة اجتماعية فنية منوّعة.
المجلة أبهرت الإعلاميين المصريين
الدكتورة سهام الشجيري قالت في مقدمة بحثها «عند مشاركتي في معرض القاهرة للكتاب، الذي أقيم في مصر مؤخراً، حرصت على أن آخذ معي أربعة أعداد من مجلة «الشبكة» لعرضها في معرض الكتاب، وفعلاً قمت بتقديمها هدية عراقية جميلة بين أيدي كبار الكتّاب والصحفيين المصريين، فإذا بهم وقد أعجبوا، بل انبهروا، بما شاهدوه من مطبوع أنيق في الشكل والمضمون»، مضيفة: «فضلاً عن هذا، ولإيماني برصانة المجلة وصدقها، فقد قمت بتوظيفها في التدريس بكلية الإعلام وعرضها على طلابي للتعلم منها من ناحية الشكل والمضمون. ولم أجد أفضل من مجلة الشبكة لتكون مثالاً على الصحافة الراكزة أعرضها نموذجاً أمام الطلبة.»
وأشارت الشجيري إلى أن المجلة أصبحت تضاهي المجلات العربية والأجنبية من خلال تميّزها بتوظيف الألوان ومزجها بشكل احترافي في صفحاتها، واصفة إياها بـ(المجلة المحبّبة للعين)، كما أبدت إعجابها بحجم الخط في صفحاتها، لاسيما الذي يوظف في (المانشيتات) وروعة طريقة التبويب في الموضوعات وجودة الورق المميز.
واضافت أن «الشبكة» يمكن أن تعد كأفضل مجلة في المنطقة، شكلاً ومضموناً، فهي حققت مريدين من قراء مواظبين، بسبب تنوع ألوان النشر فيها، ثقافة وسياسة واجتماعاً وتحقيقات، نابعة من صميم واقع المجتمع.. تعالج قضاياه بجدّية.
الأولى عراقياً
بعد ذلك فتحت الشاعرة آمنة عبد العزيز باب المداخلات، وكانت الإعلامية عالية طالب أول المتحدثين قائلة «عندما صدرت مجلة الشبكة لم تكن مميزة في أعدادها الأولى بل كانت تقدم خطاباً مجرداً، فلم تبوّب بشكل جيد بل حتى التصميم كان خجولاً لا يليق بمجلة تابعة للدولة مثل شبكة الإعلام العراقي، ومرت السنوات وتدرّجت المجلة برؤساء تحريرها إلى أن وصلت إلى الشاعر والصحفي الزميل جمعة الحلفي، فاستبشرتُ خيراً لأن بصمة الحلفي في الصحافة مميزة ولها تأريخها ووقعها، كما أن الشبكة ليس لها منافس فهي الأولى في العراق، لذا فهي تتنافس مع نفسها، وهذا ما يتطلب مسؤولية كبيرة من قبل كادرها للمحافظة على هذا التميز في الأداء، برغم أن هنالك أخطاء سُجلت عليها من حيث غياب التحقيقات الاستقصائية في صفحاتها، والعراق مليء بالمواضيع المهمة الشيّقة التي تصلح للاستقصاء.”
كما ساهم في الحديث الناطق الإعلامي لاتحاد الأدباء الشاعر عمر السراي مشيرا الى ضرورة أن لايقتصر غلاف المجلة على العاملين والعاملات في شبكة الاعلام، كذلك تحدث الزميل حيدر النعيمي فأكد أن فكرة الشاعر السراي غير دقيقة فحصة العاملين في شبكة الاعلام سواء في الغلاف أو الصفحات الأخرى، قليلة جدا قياساً بحصة فنانين وفنانات من الدول العربية أو من قنوات ووسائل إعلام عراقية أخرى.
آراء واحتفاء
عدد من الأدباء والإعلاميين والشعراء أبدوا آراءهم بالمجلة. فقد قال الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق إبراهيم الخياط إن «مجلة الشبكة متميزة أولاً بموادها وثانياً بشكلها، فالآن كثير من الصحف والمطبوعات في العالم تقتبس موضوعات من الإنترنت وتضعها على صفحتها، أما في الشبكة فنلمس أن هناك صدقاً في الطرح ولها تحقيقاتها وحواراتها الخاصة بها، كما أنها تضم عدداً من المراسلين والمحررين الجيدين.»
مجلة كلّ الطوائف
النائب السابق والأمين العام لمكتب الثقافة التركمانية فوزي أكرم ترزي قال “أوجّه تهنئة عراقية تركمانية بهذا الاحتفاء الكبير الذي أقامه اتحاد الأدباء لمجلة “الشبكة العراقية”، هذه المجلة التي استطاعت أن تدخل البيوت العراقية وتكون صديقة الأسرة والمجتمع بكل طوائفه، وأنا أفتخر بكوني قد شاركت في أعدادها السابقة في كتابة مقالات وومضات شعرية تركمانية مترجمة إلى العربية، لكنني أطمح مستقبلاً إلى أن تخصص صفحة واحدة من المجلة للقومية التركمانية العراقية كخطوة للاطلاع وتسليط الضوء على الإبداع والأدب والعادات التركمانية التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب العراقي.”
أفكار وجمال
بعدها تحدث الناقد الدكتور جواد الزيدي قائلاً «لا أبالغ إن قلت إن مجلة الشبكة العراقية هي المجلة والمطبوع الأول عراقياً، فقد راهن كادرها طوال 12 سنة على استمرارها رغم الصعاب والمعوقات التي رافقت مسيرتها، وهنا يجب أن لا نجحد المجهود الذي قدمه رؤساء تحريرها المبدعون الذين تعاقبوا عليها بدءاً من حسين درويش العادلي إلى الصحفي المخضرم ورئيس تحريرها الحالي جمعة الحلفي الذي أضاف بصمة واضحة بحِرفيّة عالية للمجلة فضلاً عن كتّابها الخارجيين الذين تميزوا نوعاً وليس كماً.»
الكاتب والصحفي سعدي السبع قال «إذا كانت ثمة كلمة حق تقال بحق مجلة الشبكة العراقية فستكون عن تميزها برصانتها المهنية وتنوع موضوعاتها وجمالية تصميم غلافها وصفحاتها ليؤشر ذلك إمكانية صحفية حرفية لإدارتها ودأب محرريها والعاملين فيها على تقديم الأفضل الذي نشهده مع كل عدد جديد وبتفوق ملحوظ في سوق المطبوعات والإصدارات العراقية»، مضيفاً أن «ما يسجل للمجلة استقطابها لكتّاب وصحفيين معروفين بمهارة أقلامهم ليضيفوا إلى رونق المجلة أعمدة صحفية رائعة.»
مجلة العائلة العراقية
هذا وكان رئيس التحرير الزميل جمعة الحلفي قد تحدث في بداية الاحتفاء شاكراً اتحاد الأدباء على مباردته الطيبة بتكريم الشبكة وأسرة تحريرها وقال «منذ تسنّمي رئاسة التحرير دأبت على أن يكون للمجلة أسلوب خاص يخرج عن المألوف في الصحافة العراقية وهذا ما عملت عليه جاهداً مع كادر التحرير والقسم الفني كي نخرج بهذا المنجز الذي بين أيدكم» مضيفاً «لنا الشرف جميعاً أن تكون مجلتنا هي مجلة العائلة العراقية الأولى.»
ثم تحدث المدير الفني للمجلة الزميل مصطفى الربيعي قائلاً «كان همنا الأول أن نجعل المجلة متميزة من خلال الحرف واللون واستطعنا، بعد عمل مضنٍ، أن نجعل للمجلة حرفاً مميزاً خاصاً بها فضلاً عن التصميم الخاص بنا والصور الحصرية التي يلتقطها مصورو المجلة. كل ذلك جعلها تتميز عن باقي المطبوعات العراقية.”