حليم سلمان
تغيرات المناخ في العراق، أصبحت تشكل تحدياً كبيراً للحكومة والمجتمع، وتستلزم اتخاذ التدابير “العاجلة” للتكيف معها والحد من آثارها السلبية، وبلادنا تأثرت بشكل كبير بتغير المناخ، وهذا التأثير يظهر جلياً في جوانب عدة منها:
ارتفاع درجات الحرارة، ونقص المياه، والتصحر، والعواصف الترابية، والهجرة والنزوح.
وهذه كلها فواعل تهدد الأمن الغذائي والصحي والبيئي والمجتمعي.
ماذا فعلت الحكومة؟
في العام الماضي أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مبادرة كبرى للتشجير، تشمل زراعة 5 ملايين شجرة ونخلة في عموم محافظات العراق، وذلك خلال مؤتمر العراق للمناخ، الذي ضيفته محافظة البصرة بمشاركة دولية وإقليمية وحكومية.
وفي تموز من العام الحالي 2024 وخلال الجلسة الرابعة للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات غير المنتظمة بإقليم، أعاد السوداني التأكيد على الاستمرار في حملة “التشجير”، وكُلفت شبكة الإعلام العراقي بإطلاق حملة توعوية لحث المواطنين والمؤسسات على أهمية زراعة الاشجار.
يتفق الخبراء على أن زراعة الأشجار وتنميتها وإطالة عمرها، تعمل على تقليل تلوث الهواء وخفض درجة حرارة الجو، إذ تقوم الأشجار بامتصاص مسببات التلوث وتخزينها في أوراقها وأغصانها، فضلاً عن أن الأشجار تقوم بحجب أشعة الشمس، ما يسهم في تقليل الحرارة التي تصل إلى الأرض، وبذلك تقوم بتلطيف الهواء.
ويعد التشجير أفضل وسيلة في هذا المجال بسبب فعاليته في تقليل التلوث الجوي الناتج عن عوامل مختلفة، كالغبار والأتربة وغاز أحادي أوكسيد الكاربون.
تولي الحكومة الحالية عبر مؤسساتها أهمية لخفض الانبعاثات من خلال مشاريع إنشاء محطات توليد الطاقة من المصادرِ المتجددة، وإعداد الستراتيجيات الوطنية للبيئة والتنوع البيولوجي ومكافحة التلوّث، وإعداد رؤية العراق للعمل المناخي لغاية العام 2030، وهذه مجتمعة تسهم في خلق مناخ صحي في حياتنا وفق معيار العيش في بيئة نظيفة خالية من التلوث بمختلف أشكاله.
بدوره، فإن على المواطن أن يسهم في زيادة المساحات الخضر لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، من منطلق مسؤوليته في إيجاد بيئة طبيعية وصحية للجميع من خلال الاهتمام بزراعة الأشجار والمساحات الخضر، ما يسهم في تعزيز المظهر الجمالي والحد من التلوث.