صناعة الدكتاتور !!

192

حسن العاني /

في الساعة العاشرة صباحاً من يوم 17/7 أعلن فخامته نفسه رئيساً للبلاد، فصفق له (3) آلاف مواطن من أقاربه وأتباعه. وفي يوم 18/7 أعلن نفسه زعيماً للعرب، فصفق له (300) ألف مواطن من العاملين في دوائر الدولة، وعلى وجه الخصوص دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات.
وفي يوم 19/7 زار سيادته أحد المضايف وكان في استقباله سكان القرية والقرى المجاورة، وقد أقام أصحاب المضيف وليمة استثنائية تليق بمنزلة الضيف، إذ نحروا (40 خروفاً و 400 دجاجة و 4 عجول). وأمر فخامته بإهداء أصحاب المضيف (10) مركبات حديثة مع مبلغ مالي جيد لكل من كان في استقباله، سواء من أهل المضيف أم من رجال القرى المجاورة، لكنه انتقد أسلوب الضيافة العشائرية لأنه تبذير لامبرر له، فصفق الحاضرون بحماسة، وانطلقت زغاريد النسوان من كل مكان، حتى إذا هدأت الأجواء طلب أحد الشيوخ الإذن بالكلام وقال مخاطباً سيادته [ يا محفوظ.. أنت تربية ولاية ومدينة وابن حكم وسياسة، واحنه تربية قرية ورجال مضايف.. ولذلك..] ولم تدعه الحماية يكمل كلامه إذ ملأت فمه بالرصاص، فيما اعتذر شيخ المشايخ عن تصرف صاحبهم ووصفه بالأهبل والمجنون، أما الرئيس فوصفه بالمتآمر، ومع ذلك صرف لأسرته مبلغ (10) ملايين دينار وراتباً شهرياً مدى العمر، بحيث تمنت كل امرأة من نسوان العشيرة -في سرها- لو كان زوجها هو القتيل!!
في يوم 20/7 زار سيادته الجامعة، وجرى استقباله من قبل أساتذتها وطلبتها بالهتاف والتصفيق، وتحدث فخامته عن الأخطاء الجسيمة في المفاهيم والافكار التاريخية، وتولى تصويبها… أحد أشهر الأساتذة علماً قال لفخامته [ سيدي.. إن ما ذكرته من تصويبات يتعارض مع الوثائق والمدونات التاريخية و …]، فسارعت الحماية الى طرده ثم اعتقاله، ووصفه الرئيس بالشخص المتآمر، وقررت رئاسة الجامعة (فصله) وحرمانه من حقوقه التقاعدية… وآخر ما تسرب من أخبار -في حينها- أنه جرت تصفية الأستاذ المعترض جسدياً!!
بتاريخ 21/7 استقبل سيادته مجموعة من النساء بمناسبة يوم (الطبخ العالمي)، وحين اعترضت إحداهن على الطريقة التي طرحها السيد الرئيس في كيفية طبخ البرياني بدون (تمن)، جرى اعتقالها على الفور، ووجه لها فخامته تهمة الخيانة العظمى… وبتاريخ 22/7 حصل سيادته على شهادة الدكتوراه الفخرية في ميدان الفيزياء النووية و.. ويقال إن الدكتاتوريات -عبر التاريخ البشري- أنتجتها الشعوب التي لاتحسن غير الهتاف والتصفيق، كما قيل إن …..