تمكين المرأة.. إسهام فاعل في التنمية المستدامة

ياسر المتولي

كثر الحديث عن تمكين المرأة، والمفردة تطلق جزافاً، أي تعطي انطباعاً بأن كل النساء بحاجة إلى تمكين، دون تحديد مَن مِن النساء تحتاج إلى ذلك؟ لذا وجدت من المناسب مناقشة وتحليل معنى التمكين، وأي النساء تحتاج إلى مساعدتها وتمكينها من إداء دورها في التنمية الاقتصادية.

سنتناول في هذا المقال تمكين المرأة في الجانب الاقتصادي، الأكثر ترجيحاً في مفهوم التمكين، لتوسيع دورها في تحقيق التنمية المستدامة. وابتداءً، لابد من تحديد أي مستوى مستهدف من النساء لتمكينه في التجربة العراقية؟
لا شك في أن هناك فوارق في مستوى وعي وثقافة المرأة، وعلى هذا الأساس يتعين أن يكون التوجه نحو المرأة غير المتعلمة، أو غير مكتملة التعليم، على اعتبار أن المرأة المتعلمة، وهنا أقصد خريجات الجامعات، قادرات على أخذ استحقاقاتهن، سواء في فرص العمل الحكومي، أم في مجال ريادة الأعمال، وهناك سيدات أعمال كثيرات استطعن أن يتفوقن في مجال الأعمال الخاصة والعامة.
إذن.. يتعين التركيز على المرأة غير مكتملة التعليم، والغالبية بينهن المرأة الريفية. وهنا يتقدم السؤال الذي يفرض نفسه ويبحث عن إجابات: ما الوسائل المتاحة لتمكين المرأة اقتصادياً وفقاً لهذا المستوى من النساء؟
لعل الإجابة هنا تكمن مسبقاً في تحديد وتصنيف المهن المنتشرة في عموم المحافظات، فهناك مهن مشتركة في المعنى والمضمون، ومهن أخرى تختلف وفق البيئة والتنوع البيئي الاجتماعي لكل محافظة.
لذا نعتقد أن من الضروري أن تشمل عمليات تعداد السكان إجراء مسوحات عن المهن التي تتناسب واهتمامات وقدرات المرأة، لتوفر دلائل لدى صانع القرار في وضع الخطط المطلوبة لبرنامج دعم وتمكين المرأة من خلالها، وفق المستويات المذكورة آنفاً.
عند ذاك سيكون من السهولة على صانع القرار وضع اتجاهات وحلول، ومعرفة حجم الدعم المطلوب بما يسهم في زج المرأة وتمكينها اقتصادياً، بما ينعكس على دورها بالإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
مثل هذا البرنامج، لتحقيق هدف هذه الشريحة من النساء وتمكينها، مرتبط تماماً بمدى تفعيل القطاعات الإنتاجية وتشغيل المعامل والمصانع لتحقيق إمكانية التحول من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد متنوع الموارد، فضلاً عن المساعدة في شمول النساء بالقروض الميسرة.
إن أي حديث عن تمكين المرأة يبقى غير واضح، ما لم تدعم المهن التي تشتهر بها هذه الشريحة، وهي الصناعات التي تعتمد على وسائل تشغيل بسيطة وفلكلورية، ومنها يدوية تحتاج إلى المواد الأولية المصنعة. ويبقى هذا الهدف متسقاً مع إمكانية تنشيط القطاعات الإنتاجية المكملة لها.