دوري المحترفين بيــن القبــول والمعارضــة!
أميرة محسن /
يبدو أن الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم مصرٌّ على إقامة دوري الكرة للمحترفين، فقد أكد رئيس الاتحاد الكابتن عدنان درجال، في أكثر من مناسبة، على إقامة الدوري الخاص بالمحترفين الموسم المقبل، من أجل تطوير الكرة العراقية،القرار الذي أطلقه درجال وجد قبولاً لدى بعض الأندية العراقية، كما لاقى رفضاً من أندية أخرى بسبب الضائقة المالية التي تعيشها، إذ لوحت برفض الفكرة.
من يشارك في دوري المحترفين
بنود ليست سهلة يجب تطبيقها من قبل الأندية من أجل المشاركة في دوري المحترفين، إذ تقتصر المشاركة في دوري المحترفين على فرق الدوري الممتاز ومن يلتحق بهم من دوري الدرجة الأولى، ومن أهم شروط دوري المحترفين: تحويل الأندية إلى شركات، وفي هذه الحالة ستفقد الأندية المؤسساتية دعمها المالي من مؤسساتها، كما يجب يكون عدد أندية دوري المحترفين من 12 الى 16 فريقاً تنطبق عليهم الشروط والضوابط التي سيجري الإعلان عنها. أما الدوري الممتاز للموسم المقبل فسوف يتكون من 20 فريقاً ممن لا تنطبق عليها ضوابط المشاركة في دوري المحترفين. كما أن المشروع سيتضمن تشجيع الجانب التسويقي، وتعظيم الموارد المالية لاتحاد الكرة والأندية المشاركة، والبث التلفزيوني، وتطوير الفئات العمرية، باعتباره المشروع الواعد والمستقبلي للكرة العراقية.
تطوير الكرة العراقية
يقول مدرب المنتخب الوطني العراقي السابق باسم قاسم: “من الواضح والبديهي أن الجميع يتفقون على موضوع دوري المحترفين، لما له من أهمية كبيرة في تطوير دوري كرة القدم، الذي ينعكس بدوره على تطوير المنتخبات الوطنية العراقية، لكن في نفس الوقت يجب التأكد من جميع المقومات والمعطيات الواجب توفرها من أجل إطلاق دوري المحترفين في الوقت المناسب، بعد التأكد من جميع عوامل إنجاحه، وبدون ذلك نعتقد جميعاً أن من العبث، أو من غير المنطقي والواقعي أن نطلق هذه التسمية ونعمل بدوري محترفين في وقت غير مناسب وغير مكتمل عوامل النجاح للبدء فيه واستمراره، وبالتالي لربما نشهد حالة كبيرة من الإرباك والتقاطعات التي من شأنها أن تلقي بظلالها على هذا الدوري في هذا الوقت وتجعل ولادته واستمراره متعسرين جداً، وهذا ينعكس سلباً على استحقاقات منتخباتنا الوطنية في المشاركات الخارجية المقبلة. ولا أعتقد أن هذا الموضوع هو من ولّد الهجمة الإعلامية على شخص رئيس الاتحاد، وإنما هناك مجموعة من الأسباب والمشكلات والتقاطعات التي حدثت منذ تسلم الاتحاد مهمته الجديدة ولغاية الآن.”
ينقذ الكرة العراقية
فيما قال المدرب كريم حسين: “بدون شك فإن دوري المحترفين سوف يطور الكرة العراقية، إذ أن له فوائد كثيرة للأندية، ولاسيما أن الجميع يعرفون مدى تطور الكرة عندما يكون الاحتراف بصوره جدية وبدون مجاملات، فالكابتن عدنان درجال رئيس الاتحاد عايش مرحلة الاحتراف في قطرعندما كان مدرباً في دوري المحترفين القطري، وله معرفة كاملة بالأندية المحترفة وكيف كانت تعمل، سواء في تعاقداتها مع المدربين واللاعبين الأجانب، ومدى تطور الكرة خلال عملية الاحتراف. الحقيقة أن هنالك الكثير ممن يؤيدون فكرة الاحتراف، التي سوف تؤدي إلى تطور سريع في مستوى الكرة العراقية، والدليل هو ما وصلت إليه منتخبات قطر والإمارات والسعودية ومصر، وبلدان أخرى تطورت بشكل كبير عندما اعتمدت بالدرجة الأساس على دوري المحترفين.”
مواصفات عالمية
أما المدرب محمد كريم فقال: “إذا أراد الاتحاد العراقي لكرة القدم إقامة دوري المحترفين الموسم المقبل، فلابد من توفر تقنية الــVAR وملاعب مطابقة للشروط الدولية، وجودة النقل التلفزيوني، ووجود ملاعب تدريب خاصة بأندية الدوري، وهذه الأمور غير متوفرة لدى غالبية الأندية العراقية، وإذا ما تحقق العكس وتوفرت هذه المستلزمات، فسوف يكون دوري المحترفين نقطة تحول كبيرة في تطور كرة القدم العراقية، بل سوف نشهد طفرة نوعية حين تصبح للعراق وللأندية المحلية ملاعب بمواصفات عالمية، إذ يساعد دوري المحترفين على استضافة البطولات الكبرى، كما قد يسهم بتأهل منتخبنا الوطني إلى كأس العالم، كذلك يساعد في تطوير الأندية وإحالتها إلى الاستثمار، بحيث يصبح لكل نادٍ حساب مصرفي لتمويل نشاطاته، أما إذا بقينا على نفس الحال فسوف يبقى وضع الكرة العراقية على ما هو عليه.”
العودة إلى سكة الانتصارات
كما تحدث رئيس نادي الحسين كامل زغير عن دوري المحترفين عندما قال: “أنا مع إقامة دوري المحترفين، فالكابتن عدنان درجال يعمل من أجل العراق، وعلى الحكومة أن تدعم خطواته في تطوير الكرة العراقية، فإقامة هذا الدوري تصب في مصلحة الكرة العراقية والعودة بها إلى سكة الانتصارات.”
يكلف الأندية مبالغ كبيرة
آخر المتحدثين كان المدرب جابر محمد الذي قال إن “إقامة دوري المحترفين سيكلف الأندية أموالاً كثيرة لغرض جلب مدربين ولاعبين بعقود كبيرة يصعب على الأندية توفيرها، ولاسيما أن غالبية الأندية العراقية تعيش ضائقة مالية، لكننا لا ننكر أن إقامة الدوري سوف تطور الكرة العراقية، غير أن الوضع الذي تعيشه الأندية لا يسمح بذلك، أما إذا صمم الاتحاد الكروي على إقامته فلا بد من دعم الحكومة للأندية بأموال كثيرة.. وهذا أمر صعب جداً.”