الرياضة النسوية تتراجع ومسؤولون يرون غير ذلك!

614

أميرة محسن /

حتى الإنجاز الذي حققته البطلة هدى مهدى برياضة رفع الأثقال مؤخراً في ماليزيا حصل بجهود شخصيّة، فالرياضة النسوية في تراجع مستمر في ظل غياب خطط واضحة المعالم للنهوض بها وبافتقارها إلى الدعم ونقص كبير في البنى التحتية والتجهيزات، فضلاً عن نظرة المجتمع الى الرياضة النسوية. ومع هذا تؤكد وزارة الشباب والرياضة على لسان وزيرها عبد الحسين عبطان أنها بصدد وضع خارطة طريق جديدة واضحة لتطوير الرياضة النسوية في العراق!

ترى كيف تقيِّم الجهات المعنية بالرياضة النسوية واقعها؟

تفوّقن رغم الإعاقة

أميرة كاظم، بطلة ألعاب قوى المعاقين قالت: نحن بحاجة ماسة إلى القاعات والصالات الرياضية الخاصة بالنساء والمستلزمات الرياضية, في العراق تواجه الرياضة النسوية نظرة متزمتة من قبل المجتمع، لكن نحن نتفوق برغم كل الظروف، لأننا نحب مانقوم به، فرياضتنا تتميز بتفاعل كبير للعنصر النسوي، وبطلاتنا يمارسن إلعاب الأثقال وتنس الطاولة والمبارزة وألعاب القوى والتنس الأرضي والرماية والقوس والسهم، ولدينا بطلات متميزات حققن إنجازات دولية كثيرة، كالبطلة هدى مهدي التي احتلت المرتبة الثانية عالمياً برفع الأثقال في ماليزيا، وهو أهم وأول إنجاز للمرأة العراقية. وهناك بطلات متميزات في ألعاب أخرى، كسهير عبد الأمير (تنس الطاولة) وذكرى زكي (أثقال) وذكرى سلمان(ألعاب القوى) وسحر صلاح ونادية علي عبد الكريم (مبارزة) وفرح عبد الله (رماية) ورنا علاوي (قوس وسهم).

أما زميلتها زينب فقالت: أهم المعوقات التي تواجه الرياضة النسوية هي فقدان الدعم الفكري للفتاة الرياضية من حيث نظرة المجتمع للبنت التي تمارس الرياضة، وطالبت الاتحادات والأندية الرياضية بأن تهتم بالفتاة التي لديها رغبة في ممارسة رياضة ما من الممكن تطورها لتصبح رياضية مميزة، لأن الرياضة هي رغبة واندفاع .

إهمال واضح

مدرب الكرة النسوية علي صابر أكد أن العراق ربما يكون البلد الوحيد في المنطقة الذي لا يهتم بالرياضة النسوية، حيث يفتقر الى الملاعب، واقتصارها على ملاعب كليات التربية الرياضية المغلقة لإقامة التمارين عليها، كذلك قلة التخصيصات المالية، فضلاً عن القيود المجتمعية والثقافة الذكورية التي تحكم المجتمع ، إذ تعيش الرياضة النسوية وضعاً مأساوياً نتيجة للإهمال الشديد لها، فضلاً عن عدم توفر المستلزمات الرئيسة لتطوير هذه الرياضة، من حيث توفير الملاعب وتكثيف المشاركات الدولية، إضافة إلى رصد مبالغ مالية لها. وأضاف: ما على المسؤولين،لاسيما وزارة التربية، إلا الاهتمام بالرياضة المدرسية من الابتدائية وحتى الإعدادية للفتيات وتشجيع الأندية لتدريب الرياضيات الموهوبات من خلال تقديم منح إضافية إلى الأندية التي تمارس فيها الرياضة النسوية بالعمل على تأسيس أندية للفتاة في كل محافظة او قضاء او مدينة كبيرة.

نظرة ورديّة!

في مقابل ذلك، يرى د. عدي الربيعي عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة أن منجزات الكلية بالنسبة للرياضة النسوية عديدة، فأغلب لاعبات المنتخبات الوطنية هن من التربية الرياضية، مبيناً أن الكلية رفدت الأندية بالعديد من اللاعبات المتميزات، مشيراً إلى أن اللاعبات حققن إنجازات في العديد من الحقول الرياضية آخرها من قبل بطلات الجودو في بطولة آسيا بحصولهن على الميداليات البرونزية، وكذلك بطلات ألعاب القوى.

وأضاف الربيعي: توفر كليتنا الدعم المعنوي وحتى المادي للاعبات فضلاً عن توفير الملاعب وبعض المستلزمات كي ينهضن بمستوى اللعبة، كوننا الجهة المختصة بالرياضة .

وعن المنشآت الرياضية قال الربيعي: لايوجد إهمال في عمل المنشآت الرياضية، ووزارة الشباب، والأولمبية، والأندية، والاتحادات، كلها تعمل بالممكن وحسب المتوفر لديها ولانستطيع أن نحمِّلها فوق طاقتها، فإذا ما قارنّا رياضتنا النسوية بأي اتحاد آخر سنجد الفرق كبيراً، هذا أكيد، ولكن مع هذا توجد نتائج جيدة

وأكد أن الكلية تفخر بإنجازاتها وطلبتها الأكفاء الأبطال في الوقت الذي تستعد فيه للمؤتمر العلمي الدولي الثالث لعلوم الرياضية، والمقررة إقامته للفترة من 11-13 نيسان 2017 .. والذي يمثل نجاحه خطوة مهمة من خطوات العمل البنّاء، وفي هذا المؤتمر سنتبادل الخبرات بشأن الجانب الرياضي.

لاعبات وإنجازات

البطلتان فاطمة ورند سعد في لعبة القوس والسهم أكدتا وجود العديد من المواهب التي تحتاج الى الدعم، لكن لعبة القوس والسهم تحتاج الكثير من التجهيزات، ونحن نجد صعوبة في الحصول على التجهيزات حتى تتطور هذه اللعبة في العراق. أضافتا أن الرياضة النسوية تحتاج إلى الاهتمام والرعاية من قبل الجهات المختصة للوصول الى مراكز متقدمة والحصول على نتائج جيدة في البطولات الخارجية.

أما اللاعبة رويدة فقالت: إن طموحي هو الحصول على مراكز متقدمة في بطولة آسيا المقبلة، بعد المسؤولية التي حملني إياها اتحاد الشطرنج المركزي باختياري كأفضل لاعبة شابة لعام 2016 في بطولة بغداد المفتوحة، وأنا أطمح للعربية والعالمية ورفع اسم بلدي عالياً، وأدعو وزارة الشباب والرياضة والهيآت الرياضية للاهتمام بالرياضة النسوية، وتذليل الصعوبات وإعطائها حقها، وتسليط الإعلام عليها لأن المرأة العراقية بطلة في كل شيء وتستحق الرعاية والاهتمام .