هكذا تلاشى حلم التأهل لمونديال روسيا!
أحمد رحيم نعمة/
اعتبر مراقبون رياضيون ان المنتخب العراقي كان يمتلك كل مايمكن ان يجعله بين مصاف المنتخبات المؤهلة لنهائيات كأس العالم مع حسن التخطيط والعزيمة التي كانت سلاحاً عراقياً فاعلاً في هزيمة أقوى الفرق الآسيوية.
قرعة نهائيات كأس العالم في روسيا، جعلت الجرح العراقي المتمثل بضياع بطاقة التأهل الى نهائيات كأس العالم ينزف مجدداً. لاسيما أن الجماهير العراقية ترى أن “أسود الرافدين” يمتلكون طاقات كروية تتفوق على العديد من المنتخبات العربية والآسيوية المتأهلة.
4 منتخبات عربية
أكبر حضور عربي في مونديال روسيا 2018، هو الحدث الاول من نوعه بمشاركة 4 منتخبات عربية، مصر، والسعودية، والمغرب، وتونس، وقد وضعت القرعة المنتخبات العربية في مجاميع تبدو صعبة، لكن اتحادات هذه الدول قررت إدخال منتخبات بلدانها في معسكرات تدريبية من أجل التنافس بقوة في أكبر تجمع عالمي.
حسرة وألم
عضو الاتحاد الكروي العراقي يحيى كريم يقول إن اتحاده يقدر وبشكل كبير مدى الحسرة والتذمر التي بدت واضحة على الشارع الرياضي العراقي بعد ان شاهد القرعة العالمية.
وأضاف: كنا نتمنى أن يشارك الأسود في هذا المحفل العالمي الكبير لكن الأخطاء والحظ الذي لم يحالف المنتخب في بعض المباريات حالت دون تأهلنا الى روسيا، فالاتحاد جزء من مشاعر الحزن التي عمت الجمهور العراقي.
اتحاد الكرة والمدرب
الصحفي الرياضي علي قاسم أشار الى أن المسوؤلية في عدم تواجد الأسود في قرعة روسيا يتحملها الجميع، بدءاً من اتحاد الكرة الذي أخطأ باختيار المدرب في وقت غير مناسب، انتهاء بالكادر التدريبي الذي لم يحسن قراءة المباريات التي خاضها المنتخب وخرجنا منها صفر اليدين فقد كان السبب في عدم تواجدنا في مونديال روسيا اتحاد الكرة والمدرب ولا سبب غيرهما أبداً.
تخبط في العمل
الصحفي الرياضي نعيم حاجم قال إن من يتحمل عدم تواجد المنتخب العراقي في قرعة مونديال روسيا، هم اتحاد الكرة والكادر التدريبي واللاعبون ولجنة المنتخبات واللجنة الفنية، فالمسوؤلية المناط بهم كانت أكبر من قدرتهم فقد عملوا بدون تخطيط وبتخبط وكانت نتائج مخجلة أدت بنا الى الغياب عن مونديال روسيا.
أخطاء تراكمية
الصحفي الرياضي جاسم العزاوي أوضح أن خروج منتخبنا من تصفيات كأس العالم كان بسبب أخطاء تراكمية وكان يفترض أن تكون هناك إرادة حقيقية لتأهيل المنتخب قبل بدء التصفيات النهائية، حيث يعتبر الاختيار أهم مبدأ وعليه تعتمد عملية البناء وتقدير المديات التي يمكن أن يصل إليها المنتخب في التصفيات استناداً إلى معطيات واستنتاجات تتماشى مع الواقع، وأضاف: للأسف لم يكن التقدير سليماً حيث من البديهي أن الهدف الغالي يحتاج إلى تضحيات وجهود غالية.
الأماني لاتكفي
فيما كان للمتابع الرياضي سليم حسين رأي عندما قال: أعتقد أن اتحاد الكرة عمل على تسمية المدرب راضي شنيشل لأنه غير مكلف وأراد منه هدفاً كبيراً من دون وجود مقومات للنجاح، لاسيما عدم القدرة على توفير معسكرات او مباريات استعدادية تتوافق مع حجم المهمة وتستند إلى رؤية علمية، ولم تكن هناك قدرة على تحقيق متطلبات او منهاج المدرب بخصوص تهيئة مناخات ملائمة لتحقيق النجاح حيث الأماني وحدها لا يمكن أن تحقق الآمال، لذلك فإن اتحاد الكرة لم يقدر حجم مسؤولية التأهل وقد أخفق في تقدير حجم المهمة ومتطلباتها فضلاً عن انعدام وجود رؤية تخطيطية واضحة للاتحاد حول مناقشة البرنامج التدريبي وتأشير السلبيات فيه قبل البدء في الخطوات الأولى للإعداد.
المحسوبية
المشجع الرياضي محمد كاظم قال إن التخطيط المبرمج أساس النجاح في أية لعبة، وهذا ما لا نراه من المسؤولين على الهرم الرياضي وإن أغلبهم لا يفقهون شيئاً في عالم الرياضة، والدليل تخبطهم في اختيار الكوادر التدريبية التي لا توازي هذه المرحلة ما أدى الى استبعاد بعض اللاعبين الذين كان لهم شأن خاص داخل المنتخب، لذلك بقي الاعتماد على العلاقات والمحسوبية والمنسوبية في الاختيار الى تشكيلة المنتخب الذي اصبح حقل تجارب وحتى تسمية المدرب كانت خاطئة والدليل النتائج التي خرج بها منتخبنا خالي الوفاض حيث لعبت المصالح دورها في اختيار المدرب، وكان الأجدر هو استقدام مدرب اجنبي. المهم حدث ما حدث بعد فقدان حلم الجماهير المنتظر في ان نكون من ضمن المنتخبات المؤهلة الى روسيا .
نتائج متواضعة
أما المتابع الرياضي هاشم كريم فيعتقد أن المنتخب يعد من أسوأ المنتخبات التي شهدها تاريخ الكرة العراقية وذلك بسبب النتائج المتواضعة في مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لكاس العالم وبالتالي التراجع الكبير في تصنيف الاتحاد الدولي الكرة القدم (الفيفا). ان السبب الرئيسي هو رأس هرم الكرة العراقية والمتمثلة بالاتحاد المركزي لعدم وجود ستراتيجية صحيحة في طريقة التعامل مع اختيار الملاك التدريبي واللاعبين وتخصيص مباريات تجريبية ومعسكرات تدريبية، الآن وبعد انتهاء حلم التأهل الى نهائيات كاس العالم ضرورة وضع حلول جذرية وليست آنية والتركيز على منتخبات الناشئين والشباب والأولمبي من أجل بناء جيل جديد يعيد هيبة الكرة العراقية بين أقرانها بعد أن أصبح منتخبنا الوطني صيداً سهلاً لكل الفرق وبالتالي الاهتمام بالاستحقاقات المقبلة لبقية المنتخبات واختيار اللاعبين المتميزين من اللاعبين وضمهم الى تشكيلة المنتخب الوطني .