الإسبان اصطحبوه معهم والشارقة قدم له مغريات كبيرة إسحاق حامد..الموهبة الكروية التي حرمت من تمثيل منتخب الناشئين

293

بغداد : أحمد رحيم نعمة/
بموهبته الكروية الفطرية، أثار (إسحاق حامد) اللاعب الموهوب ذو الأربعة عشر ربيعاً إعجاب مدربي مدرسة إسبانيول الذين سارعوا الى اصطحابه معهم الى إسبانيا وكأنهم عثروا على كنز ثمين لم يعرف المدربون العراقيون قيمته.
توقع له الكثيرون مستقبلاً كبيراً في عالم الكرة، لعب في المدارس الكروية، منها التخصصية وإسبانيول وريال بيتيس وغيرها، شارك مع أشبال الأندية الجماهيرية الأربعة، تابعه مدرب منتخب ناشئة العراق فأعجب بمهارته وفنه الكروي برغم صغر سنه، لكن انضمامه للناشئين لم يستمر أكثر من يومين، بعدها أبعد لأسباب مجهولة.
حتى أن المدربين الإسبان الذين اصطحبوه وعلموه الفنون الكروية في إسبانيا أبدوا استغرابهم من مسألة إبعاد هذا الموهوب عن المنتخبات الوطنية، لذلك قرروا أن يرسلوا له دعوة للانضمام الى أشهر الأندية الإسبانية. والد هذا الموهوب هو لاعب المنتخب العراقي السابق حامد عبد الذي أبدى استياءه من الظلم الذي أحاط بولده من قبل أطراف رياضية كثيرة، برغم معرفتهم الكاملة بموهبته.
ظلم الموهبة
يقول والده: حقيقة إن الظلم الذي تعرض له ولدي غير طبيعي إطلاقاً، فالجميع يعرف أنه موهوب وقد شاهده الكثير من المدربين، وقالوا بالحرف الواحد إن إسحاق موهبة فطرية لا يمكن التفريط بها.
أبجديات الكرة
بدأت موهبة إسحاق تبزغ مبكراً عندما كان عمره 7 سنوات، حين تعلم الأبجديات في مدرسة عمو بابا، وأشرف عليه المدرب أبو سلام، بعدها تعلم من المدربين العزاوي وبسام رؤوف في المدرسة التخصصية، تحت أشراف هؤلاء المدربين الخبراء بالفئات العمرية، في وقتها منح شهادة كأفضل موهوب في المدرسة التخصصية، ومن ثم تأسست أكاديمية إسبانيول، فأرسل بطلبه نجوم التدريب عباس عبيد وسعد حافظ والعزيز طه أبو رغيف، لكني عندما أخذته من المدرسة التخصصية الى إسبانيول شكل ذلك موقفاً ضدي لأني سحبته منهم.”
الإسبان يطلبون إسحاق
يضيف والد اللاعب إسحاق: ذهبت الى إسبانيول وكان هناك خبير إسباني مسؤول على المدارس الكروية في اليابان للفئات العمرية، وكان الاشتراك في إسبانيول 100 ألف دينار شهرياً يدفعها اللاعب، وعندما شاهد المدرب الإسباني إسحاق سألهم متى جاء هذا اللاعب قالوا له اليوم، فجاء المترجم والمدرب الإسباني لي وأنا جالس على المدرج، وأخبرني بحاجتهم الى هذا الموهوب وعلى حسابهم بوجود طه أبو رغيف المسؤول على المدرسة، بعدها اتصلوا بي للاهتمام بتغذيته وتعليمه اللغة الإنكليزية، ثم قاموا بدعوته الى اسبانيا.
وأكمل طه أبو رغيف كل الترتيبات من أجل سفره الى إسبانيا، فذهب اسحاق الى هناك حيث أبدوا إعجابهم الشديد به نتيجة الموهبة التي يمتلكها، لكن انتشر وقتها وباء كورونا فرجع الى بغداد، واتصل بي المدربون الإسبان طالبين مني الاعتناء به.
المشكلة بدأت عند عودته من إسبانيا إذ شعر بأن هناك تعاملاً غير منطقي معه من قبل المدربين وآباء اللاعبين، كونه موهوباً، فإسحاق كان يمتلك مميزات كثيرة تختلف عن بقية اللاعبين، لكن عندما أخذته الى الزوراء هذا الموسم على أساس أن يلعب للناشئين قاموا بإرجاعه الى الأشبال وذكروا أن تولده يسمح له باللعب للأشبال. بعدها رفضه المدربون وكان هذا الرفض بسبب اختلاف لعب اسحاق عن الآخرين إذ إن (ستايله) يختلف تماماً عن بقية اللاعبين.
بعدها عندما جاء مدربو منتخب الناشئين وشاهدوا اسحاق لم يستدعوه للمنتخب، انا أخذته لهم من تلقاء نفسي كونه موهوباً وقوه مضافة لمنتخب الناشئين، وذلك عندما كانت هناك اختبارات اللاعبين الناشئين، كان اسحاق مميزا عن غيره بشهادة جميع من حضر، فقد كان لعبه مختلفاً عن الآخرين، لكن مدرب منتخب الناشئين أبعده لأسباب أعتقد أنها معروفة لجميع الوسط الرياضي، بعدها أبعدوه من الزوراء وقالوا إنه لن يلعب معنا نهائياً! قلت لهم شكراً.
عودة إلى نادي الصناعة
بعدها أرسل بطلبي طه أبو رغيف فقمت بوضعه في ناشئة الصناعة، وتم الاتصال وقتها من ناشئة الجوية والطلبة ايضا واندية اخرى على ان يقوم نادي الصناعة بإبعاده، وقبل ايام كان هناك كلام من نادي الشرطة والجوية حول اسحاق بالانضمام لهم وتم انضمامه فعلا مع رديف نادي الشرطة ووقع معهم.
دعوة من الشارقة
ويعتقد والده أن غبناً شديداً لحق بابنه إسحاق من قبل مدربي الأندية، مبيناً أن موهبة اسحاق كان لابد من احتضانها من قبل منتخب ناشئة العراق، حيث أبعد عن ناشئة المنتخب ظلماً. وللعلم فإن اسحاق طلب للعب مع نادي الشارقة، لكني رفضت برغم إصرار المدربين الهولنديين على بقائه في الفريق، وبحضور الدكتور جمال صالح، لكني رفضت بقاءه بسبب الغربة هناك، حتى أنهم منحوه الإقامة وألف درهم، لكني لم أتحمل فراقه وسافرت الى بغداد دون علمهم، لا اعرف لماذا تدفن المواهب في بلدنا، بينما بلدان العالم تبحث عن المواهب وتعطيها الفرصة للتألق، ولاسيما أن بلدنا مليء بالمواهب ولمختلف الألعاب الرياضية، لكنها دائما تلاقي التهميش واللامبالاة من قبل المعنيين بالشأن الرياضي.