ترجمة: آلاء فائق
في الوقت الذي تستقطب فيه التقاليد اليابانية اهتمام غالبية شعوب العالم لندرتها وغرابتها، ومنها الطقوس المتبعة في معابدهم الجميلة، وارتداؤهم ثوب الكيمونو الفضفاض، وتقاليدهم الموروثة في الطبخ، وكل ما يميز المطبخ الياباني الغني بأصناف عديدة من المأكولات الشهية، تجد أن اليابانيين كذلك يستقطبون العالم بغرابة مهرجاناتهم الشعبية، التي تعد من أكثر ما يلفت انتباه العالم، مع مسابقاتهم المجنونة، ومنها مسابقات تحدي الأطفال الباكين، ومهرجان (السرّة)، ومسابقة كسر طاولات الشاي.
ناكي سومو
( مهرجان الطفل الباكي)
أحد أغرب المهرجانات يتضمن مسابقة في بكاء وصراخ الأطفال، إذ يحمل مصارعو السومو، كل واحد منهم، طفلاً، ويضع حكم المباراة أقنعة مخيفة على وجوه المصارعين في محاولة منه لإخافة الأطفال وجعلهم يبكون. في نهاية المسابقة يعلن عن الطفل الفائز بأعلى صوت وأطول فترة بكاء! يحكى أن هذا التقليد يعود تاريخه إلى 400 عام، وهو مؤشر على مدى صحة الطفل، فكلما علا صراخه كان ذلك دليلاً على
صحته. يُقام هذا المهرجان عادةً في شهر أيار داخل معبد (سينسوجي) في طوكيو.
مهرجان السرّة
يقام هذا المهرجان في شهر تموز بمدينة (فورانو)، مركز مقاطعة (هوكايدو)، ويطلق عليه اسم (سرّة الجزيرة)، فمركز الجسم هو السرّة (وفورانو) هي مركز (هوكايدو). ومنه أدرج السكان المحليون مفهوم السرّة في مهرجان خاص بهم. يذكر أن موقع الجزيرة المميز، وارتباط المهرجان بضريح (هيسو)، لهما الفضل في إقامة هذه المهرجان، حيث يقوم جميع المشاركين في المهرجان والراقصين بطلاء الجزء العلوي من أجسامهم برسومات على شكل وجوه مضحكة، مستخدمين السرّة كفم للشخصية، ثم يشرعون بالرقص في الشوارع، مستعرضين أجسادهم عبر شوارع المدينة، ما يضفي أجواء من الألوان والبهجة والمرح.
رمي الفاصولياء في عيد (سيتسوبون)
يحتفل اليابانيون بهذا العيد عشية اليوم الذي يسبق بداية الربيع، إذ إنهم يعتقدون أنه خلال هذه الفترة من المرجح أن تظهر الشياطين في العالم، لذلك يرتدي الآباء في جميع أنحاء اليابان قناع الشيطان (أوني)، الذي يعتبرونه من أكثر الشياطين شراً ووحشية، محاولين تخويف أطفالهم. في المقابل، يتعين على هؤلاء الأطفال رمي فول الصويا المحمص لإخافة الشياطين.
مهرجان الجنازة
بينما يتجنب الكثير منا التفكير، أو حتى الحديث عن الموت، فإن اليابانيين لديهم مهرجان خاص به، يدعى مهرجان (شوكاتسو). ففي الوقت الذي يسعى فيه القائمون على المهرجان تعليم الناس عدم القدرة على التنبؤ بيوم الموت، غير أنهم يعلمونهم كذلك كيفية الاستعداد للموت. ويشمل ذلك دروساً في الاستعداد النفسي واختبار التوابيت، لا بل يمكنهم حتى تجربة خيارات المكياج والشعر من البائعين!
مهرجان (البانتو) – طرد الأرواح الشريرة
يستمد مهرجان البانتو اسمه من الآلهة الخارقة للطبيعة، ويقام سنوياً خلال الشهر التاسع من التقويم القمري الشمسي. يحتفل به اليابانيون منذ قرون مضت، إذ يتجول رجال يرتدون ملابس الأرواح الشريرة في شوارع (مياكوجيما)، إحدى المدن التابعة لمحافظة (أوكيناوا) لمطاردة الأطفال والكبار، كما يرتدي القرويون الذكور ملابس (البانتو)، وهي كائنات خارقة للطبيعة يعتقدون أنها تنزل على القرية لنشر الحظ السعيد على السكان وإبعاد الأرواح الشريرة على حد سواء، ويعمل مقلدو البانتو -من الرجال خصوصاً- على تغطية أجسامهم بالطين وأوراق الشجر، ويحظى الناس الذين يلمسهم البانتو بحظ سعيد في العام المقبل، كما يتوطد لديهم اعتقاد راسخ بأن المنازل الجديدة والأطفال حديثي الولادة، ممن ترشهم الآلهة بالطين، سيحظون بحظ سعيد. يقوم مقلدو البانتو بحماس برمي كرات الطين على السكان والزوار على حد سواء، فيما يُطلب من الحاضرين أن يكونوا منفتحين بحماس على روح المهرجان.
مهرجان العراة في (هاداكا)
يشهد مهرجان جزيرة (هونشو اليابانية) جنون 10 آلاف رجل، يرتدون مآزر تشد على الخصر، للحصول على العصي. ويقام في معبد (سيدايجي كانونين) قرب مدينة (أوكاياما)، حيث يحتفل المشاركون ببركات الحصاد الوفير والازدهار والخصوبة، إذ يرتدي المشاركون من الرجال الحد الأدنى من الملابس، ويركضون حول أراضي المعبد لتنقية أجسادهم بالماء البارد المتجمد، بعدها يكتظ المبنى الرئيس للمعبد بهم. تبدأ الضجة عندما يرمي كاهن 100 حزمة من الأغصان وقطعتين من العصي على الحشد من نافذة على ارتفاع 4 أمتار فوق سطح الأرض، ثم يتعين على الحشد التزاحم والقتال للحصول عليها ووضعها في صندوق خشبي، وكل من ينجح في ذلك يضمن عاماً سعيداً، وفقاً لإحدى الأساطير. يستمر الحدث لنحو 30 دقيقة، ويخرج المشاركون ببعض الجروح والكدمات. يجذب هذا الحدث سنوياً الزوار من جميع أنحاء البلاد والقليل من خارجها.
مهرجان (ماتسوري) للشتم!
في حين أن معظمنا قد يتعرض للصفع بسبب التفوه بكلمات بذيئة، إلا أنهم في اليابان لديهم مهرجان يتطلب منك القيام بذلك! في مهرجان (أكوتاي ماتسوري) نجد 13 كاهناً يرتدون ملابس شياطين (تينجوس) الأسطورية أثناء سفرهم إلى جبل (أتاجو)، وعلى طول الطريق، يجري تشجيع الناس على الصراخ بالشتائم على هؤلاء الشياطين ومحاولة سرقة قرابينهم لجلب الحظ السعيد، حتى لو كان زوار المهرجان من جنسيات أخرى ولا يعرفون كيفية اللعن باللغة اليابانية، فمنظمو المهرجان يرحبون بهم للانضمام إلى مرح المهرجان الصاخب واللعن حتى باللغة الإنجليزية أو غيرها من لغات العالم!
مسابقة قلب طاولة الشاي
تقام مسابقة (شبادوا كيش)، التي تعني قلب طاولة العشاء أو الشاي، سنوياً، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وهذه المسابقة مثالية لأولئك الذين يرومون التنفيس عن غضبهم بتدمير بعض الأثاث، إذ يتوجب على المشاركين الصراخ بعبارات الغضب أو الإحباط أو العاطفة أو الأمل قبل رمي طاولة الشاي إلى أقصى حد ممكن!
كما نجد هناك سيدة عجوزاً ترتدي ملابس الطبخ، تربت على أكتاف المتسابقين بلطف وتطلب منهم التوقف. وهذه أيضاً إشارة لهم للصراخ بكل جوارحهم لإسقاط الطاولة في الهواء. ما يجذب المتسابقين هو وضع سمكة بلاستيكية على الطاولة، الهدف منها إرسال السمكة إلى أبعد مسافة ممكنة.
عن موقع / كلوك