أربيل / كولر الداودي
الطب الفيزيائي مهنة موجودة منذ القدم، كانت تمارس بطرق بدائية. لكن مع التطور العلمي أصبحت تدرس في الجامعات والمعاهد، وهي مهنة متكاملة يستخدم فيها العديد من الأجهزة والعلاجات المختلفة حسب نوع الإصابة والمرض.
أثبت الطب الفيزيائي نجاحه الفعال في شفاء عدد كبير من الحالات التي لا ينفع معها التداخل الجراحي أو استعمال الأدوية، وهو في نفس الوقت لا يسبب أضراراً ومشكلات صحية للمصابين.
عن هذا النوع من الطب، يحدثنا الدكتور يزن جهاد العلواني، بكالوريوس في العلاج الفيزيائي والتأهيل الطبي، قائلاً: “أمارس هذه المهنة منذ سبع سنوات باستخدام تقنيات غير دوائية، مثل التمارين والتدليك والعلاج بالحرارة والكهرباء، لإعادة التأهيل وتقليل الآلام وتحسين الحركة.” وأضاف أنه يقدم مختلف العلاجات والتمارين الخاصة بهذا النوع من الطب، الذي بات وسيلة علاجية تعمل على استعادة وظيفة الجسم الطبيعية باستخدام تمارين مخصصة وتقنيات علاجية لتخفيف الألم وتحسين الحركة وتقوية العضلات. كما أنه ضروري في إعادة تأهيل المرضى بعد الإصابات والعمليات الجراحية، او عند التعامل مع حالات مزمنة مثل التهاب المفاصل ومشكلات العظام والاضطرابات العصبية. موضحاً أن “العلاج الفيزيائي هو نفسه العلاج الطبيعي، لكن البعض يفضل استخدام تسمية الفيزيائي، وآخرون يسمونه العلاج الطبيعي.”
أنواع العلاجات
عن أنواع العلاجات المستخدمة في الإصابات، يوضح العلواني: “توجد تمارين لتحسين القوة والمرونة، كذلك هناك العلاج اليدوي، كالتدليك وتمديد الأنسجة لتحسين حركة المفاصل، وأيضاً هناك العلاج الكهربائي الذي يستخدم التيارات الكهربائية لتخفيف الألم وتحفيز العضلات، والعلاج بالحرارة أو البرودة، للتقليل من الألم والالتهابات. وتظهر فوائد هذا العلاج في تحسين الحركة وتخفيف الألم وتعزيز الشفاء من الإصابات والحد من الاعتماد على الأدوية. ومن الحالات التي يعالجها الطب الفيزيائي المساعدة في علاج حالات تضرر الأعصاب، كالسكتة الدماغيّة، والشلل الدماغي، والتصلب المتعدد، إذ إنه يعمل على تحسين الحركة والتحكم العضلي، ما يعزز من استقلالية المريض في حياته اليومية.”
أمراض الأطفال
العلواني أشار إلى أن الطب الفيزيائي يسهم أيضاً في علاج أمراض الأطفال، إذ إنه يعالج كثيراً من الحالات المرضية الحركية للأطفال، مثل اضطراب النمو الحركي، والحثل العضلي، والشلل الدماغي، فضلاً عن أنه يعمل على تحسين التوازن والقوة والتنسيق الحركي لدى الأطفال. مبيناً أن الإصابات تزايدت عن السابق نتيجة أنماط الحياة غير النشطة والإصابات الرياضية، لذا فإن العلاج الفيزيائي أثبت فعاليته في تخفيف الألم واستعادة الحركة وتحسين جودة الحياة للمرضى المصابين، ما يسهم في التقليل من الاعتماد على الجراحة والأدوية.
خطة علاجية
يسترسل العلواني في حديثه قائلاً إن “التصرف الصحيح عند حدوث إصابة ما، هو التوقف عن الحركة فوراً، وذلك لتجنب تفاقم الإصابة، واستخدام الثلج لتقليل التورم، ورفع الجزء المصاب، والتقليل من الحركة، واستشارة اختصاصي العلاج الفيزيائي لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب. ويضيف: هناك كثير من الأدوية تستخدم لتخفيف الألم والالتهاب بشكل مؤقت، بينما يعمل العلاج الفيزيائي على معالجة السبب الأساسي للإصابة، مثل ضعف العضلات، واضطرابات الحركة، ما يعزز التعافي الكامل.”
أهداف مستقبلية
يطمح العلواني إلى تطوير أساليب علاجية جديدة باستخدام التكنولوجيا الحديثة وزيادة الوعي حول أهمية العلاج الفيزيائي كوسيلة أساسية لتحسين جودة الحياة، بالإضافة إلى تعزيز برامج الوقاية من الإصابات وتدريب الكوادر الصحية. كما ينصح العلواني بممارسة الرياضة بانتظام واتباع وضعيات صحية عند الجلوس أثناء العمل والتمدد، قبل وبعد التمارين الرياضية، والحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل، واستخدام أدوات الحماية المناسبة اثناء الرياضة.
حالات علاجية
في السياق ذاته، يحدثنا المواطن لؤي رزوق، أحد المتعالجين بالطب الفيزيائي، بالقول: “أثناء وجودي في أربيل تعرضت إلى حادث أدى إلى إصابة أوتار كف اليد، ما أدى إلى توقف ثلاثة أصابع وعدم استطاعتي فتحها أو تحريكها، فواظبت على جلسات العلاج الفيزيائي لمدة سنة -أو اقل- استعملت خلالها أجهزة الطب الفيزيائي من الكهرباء والحرارة وغيرهما، واستفدت كثيراً من هذه الجلسات، حتى عادت حركة أصابع يدي إلى حالتها الطبيعية.”
أما رولا أحمد (ربة بيت) من أربيل فتقول إنها تعرضت إلى إصابة في حادث سابق أدت إلى تضرر فقرات العمود الفقري، وهي تشعر بالألم ولا تعرف سببه، وإنها تذهب إلى صالات ممارسة الرياضة ورفع الأوزان، لكن حالتها تزداد سوءاً، غير مدركة أن هذه الممارسة ممنوعة عليها بسبب إصابتها السابقة. وبسبب تفاقم آلامها استعانت بالعلاج الفيزيائي الذي تتوقع أنه سوف يشفيها ويريحها من الألم.